responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 316

أؤثّر في أشعاركم و أبشاركم، تغدون و تروحون في أجل قد غيّب عنكم علمه، فإن استطعتم أن لا يمضي هذا الأجل إلّا و أنتم في عمل صالح فافعلوا، و لن تستطيعوا ذلك إلّا باللّه، فسابقوا في مهل آجالكم من قبل أن تسلمكم آجالكم إلى انقطاع الأعمال، فإن قوما نسوا آجالهم و جعلوا أعمالهم لغيرهم، فإيّاكم أن تكونوا أمثالهم. الجد الجد، و الوحا الوحا و النّجاء النّجاء، فإنّ وراءكم طالبا حثيثا، أجلا سريعا، احذروا الموت بالآباء و الأبناء و الإخوان، و لا تغبطوا الأحياء إلا بما تغبطوا به الأموات انتهى.

«فإن أحسنت فأعينوني، و إن أسأت فقوّموني، الصّدق أمانة، و الكذب خيانة، و الضعيف منكم قوي عندي حتى أزيح علّته إن شاء اللّه تعالى، و القويّ فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحقّ منه- إن شاء اللّه تعالى- لا يدع قوم الجهاد في سبيل اللّه إلا ضربهم اللّه بالذّلّ، و لم تشع الفاحشة من قوم إلا عمّهم الله بالبلاء، أيّها النّاس اتّبعوا كتاب اللّه، و اقبلوا نصيحته، فإن اللّه يقبل التّوبة عن عباده، و يعفو عن السيئات و يعلم ما تفعلون و احذروا يوما ما للظالمين فيه من حميم و لا شفيع يطاع اليوم فليعمل عامل ما استطاع من عمل يقرّبه إلى اللّه قبل: أن لا يقدر على ذلك.

أيّها النّاس أطيعوني ما أطعت اللّه و رسوله، فإذا عصيت اللّه، فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم يرحمكم اللّه.

و روى البلاذري و البيهقيّ- بإسناد صحيح- من طريقين، عن أبي سعيد أن أبا بكر لما صعد المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير الزبير، فسأل عنه، فقام ناس من الأنصار فأتوا به فقال أبو بكر: قلت ابن عمّة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و حواريّه أردت أن تشقّ عصا المسلمين، فقال: لا تثريب يا خليفة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فقام فبايعه ثم نظر في وجوه القوم فلم ير عليّا، فسأل عنه فقام ناس من الأنصار فأتوا به، فجاء فقال أبو بكر: قلت: ابن عمّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و ختنه على ابنته أردت أن تشقّ عصا المسلمين قال: لا تثريب يا خليفة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فبايعه.

و روى البلاذري عن علي بن أبي طالب- رضي اللّه تعالى عنه- قال: إن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- لم يمت فجأة، كان بلال يأتيه في مرضه فيؤذنه بالصّلاة، فيأمر أبا بكر أن يصلّي بالناس، و هو يرى مكاني، فلما قبض رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- رأوا أنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- قد ولّاه أمر دينهم فولّوه أمر دنياهم.

و روى البلاذري عنه قال: لما قبض رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- نظرنا في أمرنا فوجدنا النبيّ- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- قد قدّم أبا بكر في الصلاة، فرضينا لدنيانا من رضيه رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- لديننا، فقدّمنا أبا بكر، و من ذا كان يؤخّره عن مقام أقامه رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فيه.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست