responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 313

فبايعوا أيهما شئتم، و أخذ بيدي و بيد أبي عبيدة بن الجراح و هو جالس بيننا، و لم أكره شيئا مما قاله غيرها، كان و اللّه أن أقدّم فتضرب عنقي و لا يقرّبني ذلك إلى إثم أحبّ إلى من أن أتأمّر على قوم فيهم أبو بكر، و عند ابن عقبة فقال أبو بكر: فأنا أدعوكم إلى أحد هذين الرجلين عمر بن الخطاب و أبى عبيدة بن الجراح، و وضع يده عليهما، و كان نائما بينهما، فكلاهما قد رضيته للقيام بهذا الأمر، و رأيته أهلا لذلك الأمر، فقال عمر و أبو عبيدة: ما ينبغي لأحد بعد رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- أن يكون فوقك يا أبا بكر، أنت صاحب الغار مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و ثاني اثنين، و أمرك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- حين اشتكى فصليت بالناس فأنت أحق بهذا الأمر، قالت الأنصار و اللّه ما نحسدكم على خير ساقه اللّه إليكم، و ما خلق اللّه قوما أحبّ إلينا و لا أعزّ علينا منكم، و لا أرضى عندنا هديا منكم، و لكنا نشفق بعد اليوم، فلو جعلتم اليوم أصلا منكم، فإذا مات أخذتم رجلا من الأنصار فجعلناه، فإذا مات أخذنا رجلا من المهاجرين فجعلناه، فكنا كذلك أبدا ما بقيت هذه الأمّة، بايعناكم و رضينا بذلك من أمركم، و كان ذلك أجدر أن يشفق القرشي، إن زاغ أن ينقض عليه الأنصاري، فقال عمر لا ينبغي هذا الأمر، و لا يصلح إلا لرجل من قريش، و لن ترضى العرب إلا به، و لن تعرف العرب الإمارة إلا له، و لن يصلح إلا عليه، و اللّه لا يخالفنا أحد إلا قتلناه انتهى.

و روى الإمام أحمد عن حميد بن عبد الرحمن أن أبا بكر قال لسعد بن عبادة، لقد علمت يا سعد أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- قال و أنت قاعد: «قريش ولاة هذا الأمر، فبرّ النّاس تبع لبرّهم، و فاجرهم تبع لفاجرهم، قال: صدقت نحن الوزراء و أنتم الأمراء،

و عند الإمام أحمد قال قائل من الأنصار: أنا جديلها المحكّك و عذيقها المرجّب، منّا أمير، و منكم أمير يا معشر قريش، قال: فكثر اللّغط، و ارتفعت الأصوات، حتى خشينا الاختلاف، فقلت ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته و بايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار، و عند ابن عقبة فكثر القول حتى كادت الحرب تقع بينهم و أوعد بعضهم بعضا، ثم تراضى المسلمون، و عصم اللّه لهم دينهم، فرجعوا و عصوا الشيطان، و وثب عمر فأخذ بيد أبي بكر، و قام أسيد بن حضير الأشهليّ و بشر بن سعد أبو النّعمان بن بشير يستبقان ليبايعا أبا بكر، فسبقهما عمر فبايع، ثم بايعا معا و عند ابن إسحاق في بعض الروايات و ابن سعد أن بشر بن سعد سبق عمر.

و روى البيهقيّ عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه تعالى عنه- أن خطيب الأنصار قام فقال: تعلمون أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- كان من المهاجرين و خليفته من المهاجرين و نحن كنّا أنصار رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و نحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره، فقام عمر بن الخطاب فقال:

صدق قائلكم، أما لو قلتم غير هذا لم نتابعكم، و وثب أهل السقيفة يبتدرون البيعة و سعد بن‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 313
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست