و روى البخاري في «تاريخه» عن زيد بن أرقم- رضي اللّه تعالى عنه- قال: قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-: «ما بعث اللّه نبيّا إلا عاش نصف ما عاش الّذي كان قبله».
و روى ابن سعد عن يزيد بن زياد أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- قال في السّنة التي قبض فيها لعائشة- رضي اللّه تعالى عنها-: «إنّ جبريل كان يعرض عليّ القرآن في كل سنة مرّة فقد عرض عليّ العام مرّتين و إنّه لم يكن نبيّ إلا عاش نصف عمر أخيه الذي كان قبله عاش عيسى ابن مريم مائة و خمسا و عشرين سنة و هذه اثنتان و ستون سنة، و مات في نصف السنة».
و روى أبو يعلى من طريق الحسين بن علي بن الأسود و باقي رجاله ثقات عن يحيى بن جعدة قال: قالت فاطمة- (رضوان الله تعالى عليها)-: قال لي رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-: «إنّ عيسى ابن مريم مكث في بني إسرائيل أربعين سنة».
تنبيه:
قال البيهقي كذا في هذه الرواية.
و قد روى عن ابن المسيب أن عيسى حين رفع كان ابن ثلاث و ثلاثين سنة.
و عن وهب بن منبه: اثنان و ثلاثون سنة، فإن صحّ قول ابن المسيب و ابن وهب فالمراد من الحديث و الله تعالى أعلم: ما بقي في الأرض بعد نزوله من السماء و الله تعالى أعلم.
قلت: لم يصح ما نقله عن سعيد و وهب و قد بسطت الكلام على ذلك في باب [...]
فراجعه.
و قال الحافظ ابن حجر بعد إيراده في «المطالب العالية»: حديث يحيى بن جعدة معناه عمره في النبوة.