responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 198

الباب الثالث و الأربعون في علاجه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- الإسهال‌

روى الإمام أحمد و الشّيخان و التّرمذي و النّسائي عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه تعالى عنه‌- أن رجلا أتى النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فقال: إن أخي استطلق بطنه فقال: «اسقه عسلا» فسقاه ثم جاء فقال: سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا فقال: «اسقه عسلا» فسقاه ثم جاء، فقال: إني سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا، ثم قال في الرابعة فقال: «اسقه عسلا صدق اللّه و كذب بطن أخيك» فسقاه فبرأ

[1].

تنبيه:

قال الخطابي: أهل الحجاز يطلقون الكذب في موضع الخطأ، يقال: كذب سمعك أي: زل فلم يدرك حقيقة ما قيل له، فمعنى كذب بطنه، أي: لم يصلح لقبول الشفاء بل زل عنه.

و قال الإمام الرّازي: لعله- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- علم بنور الوحي أي ذلك العسل سيظهر نفعه بعد ذلك، فلما لم يظهر نفعه في الحال مع كونه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- كان عالما بأنه سيظهر نفعه بعد ذلك، كان جاريا مجرى الكذب، فلهذا أطلق عليه هذا اللفظ، و قد اعترض بعض الملاحدة، فقال: إن العسل مسهّل فكيف يوصف لمن وقع به الإسهال؟ و أجيب بأن ذلك جهل من قائله، بل هو كقوله تعالى: بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ‌ [يونس 39] فقد اتفق الأطباء على أن المرض الواحد يختلف علاجه باختلاف السن و العادة و الزمان و الغذاء المألوف و التدبير و قوة الطبيعة، و على أن الإسهال يحدث من أنواع منها الهيضة التي تنشأ عن تخمة، و اتفقوا على أن علاجها بترك الطبيعة و فعلها، فإن احتاجت إلى مسهل معين أعينت ما دام بالعليل قوة، فكأن هذا الرجل كان استطلاق بطنه من تخمة أصابته، فوصف له- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- العسل لدفع الفضول المجتمعة في نواحي المعدة و الأمعاء لما في العسل من الجلاء و دفع الفضول التي تصيب المعدة من أخلاط لزجة تمنع استقرار الغذاء فيها، و للمعدة خمل كخمل المنشفة، فإذا علقت بها الأخلاط اللّزوجة أفسدتها، و أفسدت الغذاء الواصل إليها، فكان دواؤها باستعمال ما يجلو تلك الأخلاط و لا شي‌ء في ذلك مثل العسل، لا سيما إن مزج بالماء الحارّ، و إنما لم يفده في أول مرة، لأن الدواء يجب أن يكون له مقدار و كمية بحسب الداء إن قصر عنه لم يدفعه بالكلية، و إن جاوزه أوهى القوة و أحدث ضررا آخر، فكأنه شرب منه أولا مقدارا لا يفي بمقاومة الداء، فأمره بمعاودة سقيه، فلما تكررت الشّربات بحسب مادة


[1] أخرجه البخاري 10/ 146 (5684).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست