responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 169

تنبيهات‌

الأول: العين نظر باستحسان مشوب، تحل من خبيث الطّبع يحصل للمنظور منه ضرر.

قال بعضهم: و إنما يحصل ذلك من سم يصل من عين العائن في الهوى إلى بدن المعيون، و نظير ذلك الحائض تضع يديها في إناء اللبن فيفسد، و لو وضعتها بعد طهرها لم يفسد، و أن الصحيح ينظر في عين الأرمد فيرمد، و ينشاب أحد بحضرته فينشاب هو.

الثاني:

قوله- (صلّى اللّه عليه و سلّم)‌- العين حقّ‌

أي: الإصابة بها شي‌ء ثابت موجود، قال الإمام المازري: أخذ بظاهر الحديث الجمهور، و أنكره طوائف من المبتدعة لغير معنى، لأن الشارع أخبر بوقوعه.

الثالث: استشكل بعض الناس هذه الإصابة فقال: كيف تعمل العين من بعد حتى يحصل الضرر للمعيون؟

و أجيب بأن طبائع الناس تختلف، فقد يكون ذلك من سم يصل من عين العائن في الهوى إلى بدن المعيون، و قد نقل عن بعض من كان معيانا أنه قال: إذا رأيت شيئا يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني، و من ذلك الحائض إذا وضعت يدها في إناء اللبن أفسدته، و لو وضعتها بعد طهرها لم تفسد.

الرابع: قال الإمام المازري: الذي يتمشى على طريقة أهل السنة أن العين إنما تصدر عن نظر العائن بعادة أجراها الله تعالى أن يحدث الضرر عند مقابلة شخص آخر، خلافا لبعض الأطباء، يعني القائل بأن العائن يبعث من عينه قوة سميّة تتصل بالمعيون فيهلك أو يفسد، و هو كإصابة السم و قد أجرى الله تعالى العادة بحصول الضرر عندها خلافا للفلاسفة و قد أجرى الله تعالى العادة بوجود كثير من القوى و الخواص في الأجسام و الأرواح، كما يحدث لمن ينظر إليه من يحتسمه من الخجل فيرى في وجهه حمرة شديدة لم تكن قبل ذلك، و كذا الاصفرار عند رؤية من يخافه و كثير من الناس يسقم لمجرد النظر إليه، و يضعف قواه، و كل ذلك بواسطة ما خلق الله تعالى في الأرواح من التأثيرات أشد ارتباطا بالعين و ليست هي المؤثرة، و إنما التأثير للروح، و الأرواح مختلفة في طبائعها و كيفياتها الخبيثة و خواصها، فمنها ما يؤثر في البدن بمجرد الرؤية لخبث تلك الروح و كيفيتها الخبيثة.

و الحاصل أن التأثير بإرادة الله تعالى، و خلقه ليس مقصورا على الاتصال الجسماني، بل تارة يكون به و تارة يكون بالمعاينة، و أخرى بمجرد الرؤية، و أخرى بتوجيه الروح.

الخامس: قال ابن القيم: و المقصود العلاج النبوي لهذه العلة، فمن التعوّذات و الرقى الإكثار من قراءة المعوّذتين و الفاتحة و آية الكرسي.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 12  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست