responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 11  صفحه : 456

تنبيهات‌

الأوّل: قال ابن سيده عصمه يعصمه عصما وقاه، و في التنزيل‌ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ‌ [هود 43] أي: لا معصوم إلا المرحوم انتهى.

و المراد بالعصمة هنا: منع الأنبياء من المعاصي.

الثاني: قال القاضي: و لا يشبّه عليك بقول إبراهيم- (عليه الصلاة و السلام)- في الكوكب و القمر و الشمس‌ هذا رَبِّي‌ فإنه قد قيل: هذا في سن الطفولية و ابتداء النظر و الاستدلال [و قبل لزوم التكليف‌].

قلت: قال أبو محمد بن حزم: هذا القول خرافة موضوعة ظاهرة الافتعال، و من المحال الممتنع، و قد أكذب اللّه تعالى هذا بقوله الصادق‌ وَ لَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَ كُنَّا بِهِ عالِمِينَ‌ [الأنبياء 51] فكيف يدخل في عقله أن الكوكب و الشمس و القمر ربه من أجل أنها أكبر قرصا من القمر، هذا ما لا يظنه إلا سخيف العقل [....].

الثالث: قال القاضي: فإن قلت ما معنى قوله‌ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ‌ [الأنعام 77] قيل: إنّه إن لم يؤيدني اللّه بمعونته أكن مثلكم في ضلالتكم و عبادتكم على معنى الإشفاق و الحذر و إلا فهو معصوم في الأزل من الضّلال.

الرابع: قال القاضي: فإن قلت: ما معنى قوله تعالى‌ وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا [إبراهيم 13] ثم قال تعالى بعد ذلك عن الرسل‌ قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْها [الأعراف 89] فلا يشكل عليك لفظة العود و أنها تقتضي أنهم إنما يعودون إلى ما كانوا فيه من ملتهم، فقد تأتي هذه اللفظة في كلام العرب لغير ما ليس ابتداء بمعنى الصيرورة، كما جاء في حديث الجهنّميين عادوا حمما و لم يكونوا قبل كذلك.

و مثله قول الشاعر:

تلك المكارم لا قعبان من لبن‌* * * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا

[1] و ما كان قبل ذلك.

و قال أبو حيّان: [....].

الخامس: الحديث الذي يرويه عثمان بن أبي شيبة، عن جابر رضي اللّه عنه أنّ‌


[1] البيت لأبي الصلت والد أمية في الشعر و الشعراء ص 469 و العقد الفريد 2/ 23، و لأمية في ديوانه ص 52 و للنابغة الجعدي كما في ديوانه ص 112.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 11  صفحه : 456
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست