فخطبتها، فقال: أرني درعك الحطميّة التي أعطيتكها يوم كذا، و كذا قال: هي عندي، قال:
فأعطها إيّاه، ثم قال: لا تحدث شيئا حتّى آتيكما، فأتاني و علينا قطيفة أو كساء، فلما رآنا تحسّسنا، فدعا فأتيا بإناء فدعا فيه، ثم دسّه علينا، فقلت: يا رسول اللّه أيّنا أحبّ إليك؟ قال:
هي أحبّ إليّ منك، و أنت أعزّ عليّ منها.
و روى الطبراني عن حجر بن عنبس- (رحمه اللّه تعالى)- قال: خطب أبو بكر و عمر فاطمة- رضي اللّه تعالى عنهما- فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-: «هي لك يا عليّ».
و رواه البزّار و رجالهما ثقات و حجر لم يسمع من النبي- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و زاد «و لست بدجال» و قوله- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- «و لست بدجال»: يدل على أنه قد كان وعده فقال: لا أخلف الوعد.
و روى الطبراني برجال ثقات عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه تعالى عنه- قال: كنت قاعدا عند رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فقال: «إن الله تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة من عليّ».
و روى البيهقي و الخطيب و ابن عساكر عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- قال: كنت قاعدا عند رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- فغشيه الوحي فلما سرّي عنه قال: «يا أنس، أ تدري ما جاءني به جبريل من عند صاحب العرش» قلت: الله و رسوله أعلم قال: «إن اللّه تعالى أمرني أن أزوّج فاطمة من عليّ».
و روى إسحاق بسند ضعيف عن عليّ- رضي اللّه تعالى عنه- أنه لما تزوّج فاطمة قال له رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-: «اجعل عامّة الصّداق في الطيّب».
و روى أبو يعلى بسند ضعيف عن عليّ- رضي اللّه تعالى عنه- قال: خطبت إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- ابنته فاطمة فباع عليّ درعا له، و بعض متاع من متاعه، فبلغ أربعمائة و ثمانين درهما، و أمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- أن يجعل ثلثيه في الطّيب، و ثلثا في الثياب، و مج في جرة من ماء، و أمرهم أن يغتسلوا به، قال: و أمرها أن لا تسبقه برضاع ولدها فسبقته برضاع الحسين، و أما الحسن فإنّه- (صلّى اللّه عليه و سلّم)- صنع فيه شيئا لا يدرى
و روى ابن أبي خيثمة و ابن سعد عن علباء بن أحمر اليشكري- (رحمه اللّه تعالى)- أن عليّا- رضي اللّه تعالى عنه- تزوج فاطمة على أربعمائة و ثمانين، فأمره النبي أن يجعل في ثلثين الطّيب و ثلثا في الثياب.
و روى ابن سعد عنه أن عليّا باع بعيرا له بثمانين و أربعمائة درهم، فقال النبي:- (صلّى اللّه عليه و سلّم)-: «اجعلوا ثلثيه في الطّيب و ثلثا في الثياب».