responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 11  صفحه : 22

سيدنا إبراهيم ابن سيدنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فتنافست فيه نساء الأنصار أيّتهنّ ترضعه و أحببن أن يفرغوا مارية لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) لما يعلمن من ميله إليها، فدفعه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إلى أمّ بردة بنت المنذر بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجّار و زوجها البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن النجار فكانت ترضعه و كان يكون عند أبويه في بني النجار و يأتي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أمّ بردة فيقيل عندها و يؤتى بإبراهيم- (عليه السلام)- و أعطى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أمّ بردة قطعة نخل.

و روى الشيخان عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) دفع سيدنا إبراهيم- (عليه السلام)- إلى أمّ سيف امرأة قين بالمدينة، يقال له: أبو سيف، فانطلق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و تبعته حتّى انتهينا إلى أبي سيف و هو ينفخ بكيره، و قد امتلأ البيت دخانا، فأسرعت في المشي بين يدي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) حتّى انتهيت إلى أبي سيف فقلت: يا أبا سيف، أمسك، جاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بالصّبيّ فضمّه إليه، و قال ما شاء اللّه أن يقول.

و روي أيضا عنه قال: ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) كان إبراهيم مسترضعا في عوالي المدينة، فكان يأتيه (و نجي‌ء معه) [1] فيدخل البيت و إنّه ليدخّن قال:

و كان طئره قينا فيأخذه فيقبله.

الثالث: في وفاته و تاريخه و صلاته عليه، و حزنه عليه.

مات سنة عشر، جزم به الواقدي، و قال: يوم الثلاثاء لعشر خلون من شهر ربيع الأول.

و قالت عائشة: عاش ثمانية عشر شهرا رواه الإمام أحمد، و في صحيح البخاري أنه عاش سبعة عشر شهرا أو ثمانية عشر شهرا على الشّكّ.

و قال محمد بن المؤمل: بلغ سبعة عشر شهرا أو ثمانية أيام.

و روى ابن سعد عن مكحول و ابن سعد عن عطاء و ابن سعد عن عبد الرحمن بن عوف و ابن سعد عن بكير بن عبد اللّه بن الأشجّ و ابن سعد عن قتادة و ابن سعد عن أنس- رضي اللّه تعالى عنهم- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أخذ بيد عبد الرحمن بن عوف، فانطلقا به إلى النخل الذي فيه إبراهيم- (عليه السلام)-، فدخل و إبراهيم يجود بنفسه فوضعه في حجره، فلما (مات) [1] زرفت عينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال له عبد الرحمن بن عوف: تبكي يا رسول اللّه؟ أو لم تنه عن البكاء؟ قال: «إنما نهيت عن النّوح و عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو، و لعب و مزامير الشيطان، و صوت عند مصيبة خمش وجه، و شقّ جيب، و رنّة شيطان».


[1] سقط في ج.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 11  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست