الباب الحادي و العشرون في إخباره (صلّى اللّه عليه و سلّم) بأن جزيرة العرب لا تعبد فيها الأصنام أبدا
روى مسلم عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «إنّ الشّيطان (قد أيس) أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب، و لكن في التحريش بينهم».
الباب الثاني و العشرون في إخباره (صلّى اللّه عليه و سلّم) بأن سهيل بن عمرو يقوم مقاما حسنا
روى الحاكم و البيهقي من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو عن الحسن بن محمد بن الحنفية، قال: قال عمر: يا رسول اللّه، دعني أنزع ثنيّة سهيل بن عمرو، فلا يقوم خطيبا في قومه أبدا، فقال: «دعها لعلّها أن تسرك يوما»،
قال سفيان: فلما مات النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) نفر منه أهل مكّة، فقام سهيل بن عمرو عند الكعبة فقال: من كان محمد إلهه فإن محمدا قد مات، و اللّه حيّ لا يموت.
و روى يونس بن بكير في المغازي، و ابن سعد من طريق ابن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء، قال: لما أسر سهيل بن عمرو، قال عمر: يا رسول اللّه أنزع ثنيته يدلع لسانه، فلا يقوم خطيبا أبدا، و كان سهيل أعلم من شفته، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «لا أمثّل فيمثّل اللّه بي، و إني كنت نبيّا و لعلّه يقوم مقاما لا تكرهه».
و روى ابن سعد من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي عمرو بن عديّ بن الحمراء الخزاعي قال: نظرت إلى سهيل بن عمرو يوم جاء نعي رسول اللّه إلى مكّة و قد خطبنا بخطبة أبي بكر الّتي خطب بالمدينة كأنّه سمعها، فلما بلغ ذلك عمر، قال: أشهد أن محمدا رسول اللّه، و أنّ ما جاء به حقّ، هذا هو المقام الذي عنى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) حين قال لي: «لعلّه يقوم مقاما لا تكرهه».
و رواه المحامليّ في فوائده موصولا من طريق سعيد بن أبي هند عن عمرة عن عائشة رضي اللّه عنها.
شرح غريب ما سبق:
الثنية: [إحدى الأسنان الأربع التي في مقدّم الفم].