responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 95

الباب التاسع عشر في إخباره (صلّى اللّه عليه و سلّم) بالشهادة لثابت بن قيس بن شماس رضي اللّه تعالى عنه‌

روى الطبراني من طرق جيدة الإسناد أن ثابت بن قيس رضي اللّه عنه‌ لما أنزل اللّه تبارك و تعالى على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ [لقمان 18] و قوله تعالى‌ لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ‌ [الحجرات 2] و قوله تعالى‌ إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ‌ [الحجرات 4] اشتد على ثابت، و أغلق بابه عليه، و طفق يبكي، فمر به عاصم بن عديّ رضي اللّه عنه فقال: ما يبكيك؟ فأخبره بحاله، فأخبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فأرسل إليه فسأله، فقال: يا رسول اللّه، و اللّه لقد خشيت أن أكون هلكت، قال: «لم؟» قلت: نهى اللّه عن الخيلاء و أجدني أحبّ الجمال، و نهى اللّه تعالى أن نرفع أصواتنا فوق صوتك و أنا امرؤ جهير الصوت، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «يا ثابت أما ترضى أن تعيش حميدا، و تقتل شهيدا، و تدخل الجنّة؟» قال: رضيت بشرى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)‌

فلما استنفر ابو بكر رضي اللّه عنه المسلمين إلى قتال أهل الرّدة و اليمامة و مسيلمة الكذّاب سار ثابت بن قيس فيمن سار، فلقوا مسيلمة و بني حنيفة، و هزموا المسلمين ثلاث مرات، فقال ثابت و سالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فجعلا لأنفسهما حفرة فدخلا فيها فقاتلا حتى قتلا.

و رأى رجل من المسلمين ثابت بن قيس في منامه فقال: إني لما قتلت بالأمس مرّ بي رجل من المسلمين فانتزع مني درعا نفيسة، و منزله في أقصى العسكر، و عند منزله فرس يستن من طوله، و قد أكفأ على الدّرع برمة، و جعل فوق البرمة رحلا فأت خالد بن الوليد فليبعث إلى درعي، فليأخذها، فإذا قدمت على خليفة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فأعلمه أن عليّ من الدّين كذا و كذا ولي من المال كذا و كذا و فلان من رقيقي عتيق، و إياك أن تقول: هذا حلم فتضيّعه، فأتى خالد بن الوليد فأخبره فوجّه إلى الدّرع فوجدها كما ذكر، و قدم على أبي بكر فأنفذ أبو بكر رضي اللّه عنه وصيته بعد موته، فلا نعلم أنّ أحدا جازت وصيّته بعد موته إلا ثابت بن قيس.

و روى الطبراني برجال الصحيح (و هو في الصحيح) بدون قصّة الدّرع عن أنس رضي اللّه عنه أن ثابت بن قيس بن شماس رضي اللّه عنه جاء يوم اليمامة و قد نشر أكفانه و تحنط ثم قال:

اللّهم، إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء و أعتذر إليك مما صنع هؤلاء، فقتل، و كانت له درع فسرقت فرآه رجل فيما يرى النائم، فقال: إنّ درعي في قدر تحت الكانون في مكان كذا و كذا

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست