جماع أبواب معجزاته (صلّى اللّه عليه و سلّم) في انقلاب الأعيان له
الباب الأول في انقلاب الماء لبنا و زبدا ببركته (صلّى اللّه عليه و سلّم)
روى ابن سعد مرسلا عن سالم بن أبي الجعد، قال: بعث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) رجلين في بعض أمره فقالا: يا رسول اللّه، ما معنا ما نتزوّده، فقال: «ابتغيا لي سقاء» فجاءاه بسقاء، قالا:
فأمرنا فملأناه ماء ثم أوكأه و قال: «اذهبا حتى تبلغا مكان كذا و كذا فإن اللّه عز و جل سيرزقكما» فانطلقا حتى أتيا ذلك المكان الذي أمرهما به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فانحلّ سقاؤها فإذا لبن و زبد فأكلا حتى شبعا [1].
الباب الثاني في انقلاب العصا سيفا ببركته (صلّى اللّه عليه و سلّم)
روى ابن سعد عن زيد بن أسلم و يزيد بن رومان و غيرهما و البيهقي عن ابن إسحاق أن عكّاشة بن محصن انقطع سيفه في يوم بدر فأعطاه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) جذلا من شجرة فصار في يده سيفا صارما صافي الحديد شديد المتن فقاتل بها حتى فتح اللّه عز و جل على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) حتى قتل في الردة و هو عنده و كان ذلك يسمى القويّ.