responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 63

الباب الثالث و العشرون في إخباره (صلّى اللّه عليه و سلّم) عن رجل قاتل الكفار قتالا شديدا أنه من أهل النار فمات فوجدوه قد غل من الغنيمة و ما في ذلك من الآيات‌

روى أبو داود و النّسائيّ عن زيد بن خالد الجهنيّ رضي اللّه عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «صلّوا على صاحبكم، إنّه غل في سبيل اللّه» ففتشنا متاعه فوجدنا فيه خرزا من خرز يهود ما يساوي درهمين.

و روى مسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: شهدنا مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) حنينا فقال لرجل ممن يدّعي الإسلام: «هذا من أهل النار»، فلما حضرنا القتال قاتل قتالا شديدا، فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول اللّه، الرجل الذي قلت له آنفا: إنه من أهل النار، فإنه قاتل قتالا شديدا، و قد مات، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم): «إلى النار»، فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: فإنه لم يمت و لكنّ به جراحا شديدا، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح، فقتل نفسه، فأخبر النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: «اللّه أكبر، أشهد أنّي عبد اللّه و رسوله»، ثم أمر بلالا فنادى في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، و إن اللّه يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.

و روي عن سهل بن سعد السّاعديّ‌ أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) التقى هو و المشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إلى عسكره، و مال الآخرون إلى عسكرهم، و في أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) رجل لا يدع لهم شاذّة و لا فاذّة إلا تبعها فضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان! فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «أما إنّه من أهل النار»، فقال رجل من القوم:

أنّا صاحبه أبدا، قال: فجرح الرجل جراحا شديدا، فاستعجل الموت فوضع سيفه بالأرض و ذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: أشهد أنك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «و ما ذاك؟» قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنّه من أهل النار فأعظم الناس ذلك فقلت: أنا لكم به فخرجت في طلبه حتى جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض و ذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «إنّ الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، و هو من أهل النار، و إن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس و هو من أهل الجنة»، و قد تقدم في غزوة أحد أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) كان إذا ذكر قرمان يقول: «إنه من أهل النار» فقتل نفسه.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست