responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 59

رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) للقتل و كتبوا صحيفة و عهودا و مواثيق، لا يقبلوا من بني هاشم أبدا صلحا حتى يسلّموه للقتل، فلبث بنو هاشم في شعبهم ثلاث سنين، و اشتد عليهم البلاء و الجهد، و في لفظ: فحصروا بني هاشم في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرّم سنة سبع من تنبّؤ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فلما كان رأس ثلاث سنين تلاوم رجال من بني عبد مناف و من بني قصيّ و رجال سواهم من قريش قد ولدتهم نساء من بني هاشم، و رأوا أنهم قد قطعوا الرّحم، و أجمعوا أمرهم من ليلتهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر و البراءة منه و بعث اللّه تعالى على صحيفتهم الأرضة فأكلت كل ما كان فيها من عهد و ميثاق، و كانت معلّقة في سقف البيت، فلحست كلّ ما كان فيها من عهد و ميثاق، فلم تترك فيها اسما للّه إلا لحسته و بقي ما كان فيها من شرك أو ظلم أو قطيعة رحم.

و في لفظ: فأكلت ما كان فيها من جور و ظلم و بقي ما فيها من ذكر اللّه تعالى.

و في لفظ: فأرسل اللّه تعالى على الصحيفة دابّة فأكلت كلّ شي‌ء فيها إلا اسم اللّه.

و في لفظ: إلا باسمك اللهم، و اطلع اللّه تعالى نبيّه على الذي صنع بصحيفتهم.

و في لفظ: ثم أطلع اللّه تعالى رسوله على أمر صحيفتهم، و أن الأرضة قد أكلت ما فيها من جور و ظلم و بغي، و بقي ما كان فيها من ذكر اللّه تعالى، فذكر ذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) لأبي طالب، فقال أبو طالب: لا و الثواقب، ما كذبني فانطلق يمشي بعصابة من بني عبد المطلب حتى أتى المسجد، و هو حافل من قريش فلما رأوهم عامرين بجماعتهم أنكروا ذلك، و ظنّوا أنهم خرجوا من شدّة البلاء، فأتوا ليعطوهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فتكلم أبو طالب، فقال: قد حدثت أمور بينكم لم نذكرها لكم فأتوا بصحيفتكم التي تعاهدتم عليها، فلعلّه أن يكون بيننا و بينكم صلح، و إنما قال ذلك خشية أن ينظروا في الصحيفة قبل أن يأتوا بها، فأتوا بصحيفتهم معجبين بها لا يشكّون أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) مدفوعا إليهم، فوضعوها بينهم فقال أبو طالب: إنما أتيتكم لأعطيكم أمرا لكم فيه نصف، أنّ ابن أخي قد أخبرني أن اللّه تعالى بري‌ء من هذه الصحيفة التي في أيديكم، و محا منها كلّ اسم هو له فيها و ترك فيها غدركم، و قطيعتكم إيانا، و تظاهركم علينا بالظّلم، فإن كان ما قال ابن أخي كما قال فأفيقوا فو اللّه، لا يسلّم أبدا حتى نموت من عند آخرنا، و إن كان باطلا رفعناه إليكم فقتلتم أو استحييتم، قالوا: قد رضينا بالذي تقول، ففتحوا الصحيفة فوجدوا الصادق المصدوق (صلّى اللّه عليه و سلّم) قد أخبر خبرها، فلما رأتها قريش كالذي قال، قالوا: و اللّه إن كان هذا قطّ إلا سحر من صاحبكم! فقال: أولئك النفر: إنّ الأولى بالكذب و السّحر غيرنا فإنا نعلم أن الذي اجتمعتم عليه من قطيعتنا أقرب إلى الجبت و السحر، و لو لا أنكم اجتمعتم على السحر لم تفسد صحيفتكم، و هي بأيديكم طمس اللّه تعالى ما كان فيها

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست