responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 55

الباب الحادي عشر في إخباره (صلّى اللّه عليه و سلّم) من قاتل الكفار قتالا شديدا أنه من أهل النار فقتل نفسه‌

روى البخاري عن سهل بن سعد السّاعديّ رضي اللّه عنه‌ أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) التقى هو و المشركون، فاقتتلوا، فلما مال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إلى عسكره، و مال الآخرون إلى عسكرهم، و في أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) رجل لا يدع لهم شاذة و لا فاذة إلا تبعها يضربها بالسيف، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «أما إنّه من أهل النار»، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه فكلّما وقف وقف معه، و إذا أسرع أسرع معه، قال:

فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض و ذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: أشهد أنك رسول اللّه، قال: «و ما ذاك؟» قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحا شديدا، فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض و ذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) عند ذلك: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس و هو من أهل النار، و إن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس و هو من أهل الجنة».

و روى أيضا عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: شهدنا مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) خيبر، فقال لرجل ممن يدّعي الإسلام: «هذا من أهل النار» فلما حضر القتال، قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول اللّه، إن الذي قلت إنّه من أهل النار، فإنّه قد قاتل اليوم قتالا شديدا و قد مات، فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم): «إلى النار»، زاد غيره: فكاد بعض الناس أن يرتاب فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح، فأهوى بيده إلى كنانته، فانتزع منها سهما فانتحر بها، فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقالوا: يا رسول اللّه، صدّق اللّه حديثك، قد انتحر فلان فقتل نفسه فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «يا بلال، قم فأذن: لا يدخل الجنة إلا مؤمن، و إن اللّه ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر».

تنبيه: في بيان غريب ما سبق:.

مال: [....].

شاذة: منفردا عن أصحابه.

فاذّة: منفرد عن نظرائه.

ذباب السيف: حدّ طرفيه.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست