قال الحافظ أبو زرعة ابن الحافظ العراقي في «شرح تقريب والده» و ذكر بعض الشافعية أنه لم ير مكشوفا ...
و قال الأسنوي أن بياض الإبط من خواصه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فورد التعبير بذلك في حقه فأطلق في حقه غيره و أما إبط غيره فأسود لما فيه من الشعر.
قال أبو زرعة و ما ادعاه من كون هذه من الخصائص فيه نظر إذ لم يثبت ذلك بوجه من الوجوه بل لم يرد ذلك في شيء من الكتب المعتمدة، و الخصائص لا تثبت بالاحتمال و لا يلزم من ذكر السن و غيره بياض إبطه، أن لا يكون له شعر فإن الشعر إذا نتف يبقى المكان أبيض و إن بقي فيه آثار الشعر، و لذلك ورد في حديث عبد اللّه بن أقزم الخزاعي أنه (صلّى اللّه عليه و سلّم) صلّى معه فقال كنت أنظر إلى عفرة إبطيه إذا سجد رواه الترمذي و حسنه.
و يؤيده ما في الصحيحين في رواية أخرى حتى رأيت عفرة إبطيه.
و العفرة هي البياض المشوب مأخوذ من عفر الأرض و ناقة عفراء ليست بخالصة البياض و هذا يدل على أن آثار الشعر هو الذي جعل المكان أعفر و إلا فلو كان خاليا من نبات الشعر جملة لم يكن أعفر و إطلاق بياض الإبطين في حقه غيره (صلّى اللّه عليه و سلّم) موجود في كلام جمع من الفقهاء، و لا إنكار فيه، لأن الإبط لا تناله الشمس في السفر و الحضر فتغير لونه كسائر الجسد الذي يبدو للشخص، نعم الذي يعتقد فيه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أنه لم يكن لإبطه رائحة كريهة بل كان نظيفا.
الثلاثون:
بأنه (صلّى اللّه عليه و سلّم) كان لا ينزل عليه الذباب ذكره السبتي في مولده و ابن سبع رضي اللّه عنه.
الحادية و الثلاثون:
و بأن القمل لم يكن يؤذيه تعظيما له ذكره ابن سبع و قد تشكل على ذلك ما رواه الإمام أحمد و صححه ابن حبان عن عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- قالت:
ما كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إلا بشرا من البشر يفلي ثوبه و يحلب شاته ... الحديث و لازم ذلك التفالي وجود شيء يؤذيه في الجملة إما قملا أو برغوثا و نحو ذلك.
قال الحضري و يحتمل أن يكون التفلي لاستقذار وجوده و لو لم يحصل منه أذى في حقه (صلّى اللّه عليه و سلّم) لأن وجوده في الثوب و البدن مستقذر.
الثانية و الثلاثون:
و بأنه كان يرى في الثريا أحد عشر نجما ذكره القاضي و القرطبي و ذكر السهيلي أنه كان يرى إثنا عشر نجما و قد تقدم ذلك في أوائل الكتاب.
الثالثة و الثلاثون:
و بأنه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ولد مختونا و قد تقدّم بيان ذلك في أبواب المولد، و في