responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 464

و خروجها على الحق و ليس المراد أنه يراه في الآخرة لأنه سيراه يوم القيامة في اليقظة فتراه جميع أمته من رآه في النوم و من لم يره منهم فهذه ثلاثة ألفاظ: «فسيراني في اليقظة»، «فكأنما رآني في اليقظة»، «فقد رآني في اليقظة».

قال ابن التين المراد من آمن به في حياته و لم يره لكونه حينئذ غائبا عنه فيكون بهذا مبشرا لكل من آمن به و لم يره أنه لا بد أن يراه في اليقظة قبل موته قاله القزاز.

و قال المازري إن كان المحفوظ «فكأنما رآني في اليقظة» فمعناه ظاهر و إن كان المحفوظ «فسيراني في اليقظة» احتمل أن يكون أراد أهل عصره ممن يهاجر إليه فإنه إذا رآه في المنام جعل ذلك علامة على أن يراه بعد ذلك في اليقظة، و أوحى- اللّه تعالى- بذلك إليه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال القاضي: قيل معناه سيرى تأويل تلك الرؤيا في اليقظة و صحتها و قيل معنى الرؤية في اليقظة أنه سيراه في الآخرة و تعقب بأن يراه في الآخرة جميع أمته من رآه في المنام و من لم يره يعني فلا يبقى لخصوص رؤيته في المنام مزية، و أجاب القاضي باحتمال أن تكون رؤياه له في النوم على الصفة التي عرف بها و وصف عليها موجبة لتكرمته في الآخرة، و أن يراه رؤية خاصة من القرب منه أو الشفاعة له بعلو الدرجة و نحو ذلك من الخصوصيات قال و لا يبعد أن يعاقب اللّه بعض المذنبين يوم القيامة بمنع رؤية نبيه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و حمله الشيخ أبي محمد بن أبي جمرة على محل آخر فذكر عن ابن عباس أو غيره أنه رأى النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) في النوم فبقي بعد أن استيقظ متفكّرا في هذا الحديث فدخل على بعض أمهات المؤمنين و لعلها خالته ميمونة فأخرجت له المرآة التي كانت للنبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) فنظر فيها فرأى صورة النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) و لم ير صورة نفسه و نقل عن جماعة من الصالحين أنهم رأوا النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة و سألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك و هذا نوع من الكرامات.

قال شيخنا في شرح الترمذي و أكثر من يقع له ذلك إنما يقع قرب نومه أو عند الاحتضار، و يكرم اللّه سبحانه و تعالى به من يشاء.

قال الحافظ و هذا مشكل جدا، و لو حمل على ظاهره لكان هؤلاء صحابه و لأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة و يعكر عليه أن جمعا جما رأوه في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة، و خبر الصادق لا يتخلّف.

قال مؤلفه محمد بن يوسف- (رحمه اللّه تعالى)-: أما ما ذكره من أنه لو حمل على ظاهره لكان هو لأصحابه فقد تقدم في قول الغزالي أن المراد بقوله فسيراني في اليقظة ليس المراد جسمي و بدني إلى آخر ما ذكره.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست