responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 463

و قال القرطبي: اختلف في معنى هذا الحديث فقال قوم: هو على ظاهره فمن رآه في النوم رآه على حقيقته كمن رآه في اليقظة سواء قال: و هذا قول يدرك فساده بأوائل العقول، و يلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها و أن لا يراه رئيان في آن واحد في مكانين و أن يحيى الآن و يخرج من قبره، و يمشي في الأسواق و يخاطب الناس، و يخاطبوهم و يلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شي‌ء فيزار مجرد القبر و يسلم على غائب، لأنه جائز أن يرى في الليل و في النهار مع اتصال على حقيقته في غير قبره و هذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل.

و قالت طائفة معناه: أن من رآه على صورته التي كان عليها و يلزم منه أن من رآه على غير حقيقته أن تكون رؤياه من الأضغاث، و من المعلوم أنه يرى في النوم على حالة تخالف حالته في الدنيا من الأحوال اللائقة به، و تقع تلك الرؤيا حقا كما لو رؤي ملأ دارا بجسمه مثلا فإنه يدل على امتلاء تلك الدار بالخير و لو تمكّن الشيطان من التمثيل بشي‌ء مما كان عليه أو ينسب إليه لعارض عموم‌

قوله‌ «فإن الشيطان لا يتمثل بي»

فالأولى أن تنزه رؤياه و كذا رؤيا شي‌ء منه، أو مما ينسب إليه عن ذلك. فهو أبلغ في الحرمة و أليق بالعصمة، كما عصم من الشيطان في يقظته.

قال و الصحيح في تأويل هذا الحديث أن مقصوده أن رؤيته في كل حالة ليست باطلة و لا أضغاثا بل هي حق في نفسها لو رؤي على غير صورته فتصّور تلك ليس من الشيطان بل هو من قبل اللّه تعالى و يؤيده قوله «فقد رأى الحق» أي رأى الحق الذي قصد إعلام الرائي فإن كانت على ظاهرها و إلا سعى في تأويلها و لا يهمل أمرها لأنها إما بشرى بخير أو إنذار من شر إما ليخيف الرائي و إما لينزجر عنه و إما لينبه على حكم يقع له في دينه أو دنياه.

تنبيهان:

أحدهما: وقع في‌

حديث أبي هريرة- رضي اللّه تعالى عنه- في الصحيحين‌ «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، و لا يتمثّل الشيطان بي» و كذا رواه الطبراني من حديث مالك بن عبد اللّه الخثعمي و من حديث أبي بكرة و الدارمي من حديث أبي قتادة- رضي اللّه تعالى عنه-

و زاد مسلم من حديث أبي هريرة «أو فكأنما رآني في اليقظة»

هكذا بالشك و وقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكور «فقد رآني في اليقظة» بدل قوله «فسيراني» و مثله في حديث ابن مسعود عن ابن ماجة و صححه الترمذي و أبو عوانة و وقع عند ابن ماجة من حديث أبي جحيفة فكأنما رآني في اليقظة.

قال ابن بطال معنى فسيراني في اليقظة، يريد تصديق تلك الرؤيا في اليقظة و صحتها،

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 463
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست