روى الحاكم و البيهقي- رضي اللّه تعالى عنه- عن أبي بردة- رضي اللّه تعالى عنه- أن رجلا سب أبا بكر- رضي اللّه تعالى عنه- فقلت ألا أضرب عنقه يا خليفة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)؟
فقال ليست هذه لأحد بعد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم).
روى أبو داود و البيهقي عن علي- رضي اللّه تعالى عنه- أن يهودية كانت تشتم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فأهدر الرسول (صلّى اللّه عليه و سلّم) دمها.
و روى مسدد عن أبي إسحاق الهمداني (رحمه اللّه تعالى) قال كان رجل من المسلمين ذاهب البصر يأوي إلى يهودية و كانت حسنة الصنع إليه، و كانت تسبّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إذا ذكرته فنهاها فأبت أن تفعل فقتلها، فأبطل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) دمها.
و روى الحارث برجال ثقات. عن ابن عمر- رضي اللّه تعالى عنهما- أنه مر براهب فقيل له: إن هذا سب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال لو سمعته لضربت عنقه إنّا لم نعطهم العهد على أن يسبوا نبينا.
و روى أبو يعلى بسند صحيح عن كعب بن علقمة أن عرفة بن الحارث و كانت له صحبة- رضي اللّه عنه- مرّ على رجل كان يلبس كل يوم ثوبا أو قال حلّة لا تشبه الأخرى فلبس في السنة ثلاثمائة و ستين ثوبا و كان له عهد فدعاه عرفة إلى الإسلام فغضب فسبّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقتله عرفة فقال له عمرو بن العاص: إنهم إنما يعظمون للعهد ما عهدناهم أن يؤذونا في اللّه و رسوله الحديث.
الخامسة عشر:
و بأن السب في حقه بالتعريض كالتصريح بخلاف غيره نقله الرافعي عن الإمام، و قال لا خلاف فيه.
السادسة عشر:
و بوجوب إجابته على المصلي إذا دعاه و لا تبطل صلاته و كذا الأنبياء.
روى الإمام أحمد و البخاري عن أبي سعيد بن المعلى- رضي اللّه تعالى عنه- قال كنت أصلي فمر بي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فدعاني فلم أجبه، و في رواية فلم آته حتى صليت ثم أتيته فقال: «ما منعك أن تأتي ألم يقل اللّه تعالى: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ[الأنفال/ 24].
و روى الإمام أحمد و النسائي و ابن خزيمة و الترمذي و صححه عن أبي هريرة- رضي اللّه تعالى عنه- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) مر على أبيّ بن كعب فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يا أبيّ و هو يصلي