responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 443

الثّالثة عشرة:

و بأنّه كانت تحلّ المرأة له بتزويج اللّه تبارك و تعالى كما في قصّة زينب، قال اللّه- سبحانه و تعالى- زَوَّجْناكَها يعني صارت زوجة لك، و أما قوله: إنّه نكحها بنفسه و تأويله الآية بإحلال النّكاح فهو مردود لما ثبت في صحيح مسلم من حديث أنس في قصّة خطبتها، و إنّ زيدا قال لها: إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يذكرك فقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي، فقامت إلى مسجدها و نزل القرآن، و جاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) حتى دخل عليها بغير إذن، و ما في صحيح البخاري من قول عائشة و أنس- رضي اللّه تعالى عنهما- كانت تفخر على نساء النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) و تقول: «زوّجكنّ أهاليكنّ، و زوّجني اللّه من فوق سبع سموات، و ما ذكره من التّأويل لا يصحّ لمعارضة الأحاديث.

الرابعة عشرة:

و بجعل عتق أمته صداقها.

روى الشيخان عن أنس (رضي اللّه عنه) أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أعتق صفيّة و جعل عتقها صداقها.

و روى البيهقي عن أنس- رضي اللّه تعالى عنه- أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أعتق صفيّة و تزوّجها فسئل ما أصدقها؟ قال: «نفسها» أي أنّه أعتقها بلا عوض، و تزوّجها بلا مهر، لا في الحال و لا فيما بعده‌

كما صحّحه ابن الصّلاح و النّوويّ في الرّوضة، و قال: إنّه اختيار المحقّقين، و قطع به البيهقيّ. قال ابن الصّلاح: فيكون معنى قوله «و جعل عتقها صداقها» أنّه لم يجعل لها شيئا غير العتق يحل محل الصّداق، و إن لم يكن صداقا، و هو من قبيل قولهم: «الفقر زاد من لا زاد له».

و ذهب الإمامان أحمد و إسحاق إلى عدم الخصوصيّة في ذلك، و اختاره الشّيخ، و قال ابن حبّان: فعل ذلك النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) و لم يقم دليل على أنّه خاصّ به دون أمّته، فيباح لهم ذلك لعدم وجود تخصيصه فيه.

الخامسة عشرة:

قيل: و بأنّ له أن يجمع بين الأختين و الأمّ و البنت في وجه حكاه الحناطي، قال القاضي جلال الدّين: و هذا لا يحلّ حكاية لفساده، لأنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) صرّح بتحريم الجمع بين الأختين عليه، و بتحريم نكاح بنت الزّوجة المدخول بها.

فروى الشّيخان عن أمّ حبيبة- رضي اللّه تعالى عنها- أنّها قالت: يا رسول اللّه، انكح أختي عزّة، قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «أو تحبّين ذلك؟» قالت: نعم، يا رسول اللّه، لست لك بمخلّية، و أحبّ من شاركني في خير أختي، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) «إن ذلك لا يحلّ لي»، قلت: يا رسول اللّه، فإنا نتحدّث أنّك تريد أن تنكح درّة بنت أبي سلمة، قال: «بنت أم سلمة؟» قلت: نعم، قال: «إنّها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلّت لي، إنّها لابنة أخي من الرّضاعة، أرضعتني و أبا سلمة ثويبة، فلا تعرضن عليّ بناتكنّ و لا أخواتكنّ».

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست