responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 427

و تعقّب القرطبيّ بأنّ كون هذا الفعل من خلوة لا يصلح مانعا من الاقتداء، لأنّ أهل بيته كانوا ينقلون ما يفعله في بيته من الأمور المشروعة.

و قال الحافظ دعوى خصوصيّة النّبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) لا دليل عليها، إذ الخصائص لا تثبت بالاحتمال، و اللّه تعالى أعلم.

الخامسة:

و بإباحة الصّلاة بعد العصر.

روى أبو داود عن عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- قالت: «كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يصلّي بعد العصر، و ينهى عنها، و يواصل، و ينهى عن الوصال».

و روى مسلم و البيهقيّ عن أبي سلمة أنه سأل عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- عن السّجدتين اللّتين كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يصليها بعد العصر فقالت كان يصليهما قبل العصر، ثم أنه شغل عنهما فصلاهما بعد العصر ثم أثبتهما، و كان إذا صلّى صلاة أثبتها.

و روى الإمام أحمد و أبو يعلى و ابن حبّان بسند صحيح عن أم سلمة قالت: صلّى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) العصر ثم دخل بيتي فصلّى ركعتين فقلت يا رسول اللّه، صلّيت صلاة لم تكن تصلّيها قال: «قدم خالد فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما بعد العصر فصليتهما الآن»، قلت:

يا رسول اللّه أ فنقضيهما إذا فاتتنا؟ قال: «لا»، و روى الشّيخان عنها أنها سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) نهى عنهما، ثم رأته يصلّيهما، فأرسلت تسأله، فلمّا انصرف قال: «يا بنت بني أميّة، سألت عن الركعتين بعد العصر، و إنه أتاني ناس من عبد القيس فشغلوني عن الركعتين اللّتين بعد الظّهر، فهما هاتان».

فصريح هذه الأحاديث ناطق بصلاة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ركعتين بعد العصر، و قد نهى عن الصّلاة في ذلك الوقت، و قد كان ابن عبّاس يضرب النّاس مع عمر بن الخطّاب على فعلهما.

كما رواه الشّيخان.

و صرّح حديث أمّ سلمة بأنّهما الركعتان بعد الظهر، قضاهما في أوّل نوبة، و واظب على فعلهما في قول عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- ما تركها حتى لحق باللّه تعالى و قولها: لم يكن يدعهما. مرادها من تأخير الوقت الذي شغل عن الركعتين بعد الظّهر، فصلّاهما بعد العصر. و لم يرد أنه كان يصلّي بعد العصر ركعتين من أول ما فرضت مثلا إلى آخر عمره، بل في حديث أمّ سلمة، ما يدلّ على أنّه لم يكن يفعلهما قبل الوقت الّذي ذكرت أنّه قضاهما فيه.

و قول عائشة- رضي اللّه تعالى عنها- كان يصلّيهما قبل العصر يعني في وقت الظّهر، لأنّهما راتبة الظّهر و يصليها بعدها، كما في حديث أمّ سلمة- رضي اللّه تعالى عنها- و ليس المراد قبل العصر بعد دخول وقت العصر.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست