responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 418

الثامنة عشرة:

و بتحريم خائنة الأعين.

روى أبو داود و النّسائي و الحاكم و قال صحيح على شرط مسلم عن سعد بن أبي وقّاص (رض) أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يوم الفتح، أمّن النّاس إلا أربعة نفر منهم عبد اللّه بن أبي سرح، فاختبأ عند عثمان بن عفّان، فلما دعا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) النّاس إلى البيعة جاء به عثمان فقال: يا رسول اللّه، بايع عبد اللّه، فرفع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) رأسه، فنظر إليه ثلاثا كلّ ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال: أما منكم رجل رشيد يقوم إلى هذا الخبيث؟ إنّي كففت يدي عن بيعته لتقتله، قالوا: ما درينا يا رسول اللّه ما في نفسك، هلّا أومأت بعينيك؟

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «ما ينبغي لنبيّ أن تكون له خائنة الأعين».

و روى ابن سعد نحوه عن سعيد بن المسيب مرسلا و قال في آخره: «الإيماء خيانة ليس لنبي أن يومئ».

قال الرافعيّ: فسّروا خائنة الأعين بالإيماء إلى مباح من قتل أو ضرب، على خلاف ما يظهر و يشعر به الحال، و إنّما قيل له خائنة الأعين، لأنّه يشبه الخيانة من حيث يخفي، و لا يحرم ذلك على غيره إلا في محظور.

و قال ابن الأثير: معناها أن يضمر من نفسه غير ما يظهره، فإذا كفّ لسانه و أومأ بعينه فقد خان، و إذا كان ظهور تلك الحالة من قبل العين.

سميت خائنة الأعين أي: ما يخونون فيه مسارقة النّظر إلى ما لا يحلّ، و الخافية بمعنى الخيانة، و هي من المصادر التي جاءت بلفظ الفاعل كالعاقبة.

التاسعة عشرة:

قيل و بتحريم أن يخدع في الحرب. قاله ابن القاصّ، و خالفه المعظم لما

رواه الشّيخان عن جابر (رض قال:) قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «الحرب خدعة».

و اختلف في ضبط قوله «خدعة» «خدعة» فقيل بفتح الخاء المعجمة، و ضمها مع سكون المهملة فيهما، أو بضم أوله و فتح ثانيه.

قال النّووي- (رحمه اللّه تعالى)-: اتّفقوا على أنّ الأوّل أفصح. و حكى المنذريّ لغة رابعة، الفتح فيهما.

و حكى مكّيّ و محمد بن عبد الواحد لغة خامسة، كسر أوّله مع الإسكان، و أصل الخدع: إظهار أمر، و إضمار خلافه. و قال القاضي أبو بكر بن العربيّ: الخداع في الحرب يقع بالتّعريض و بالكمين و نحو ذلك.

و قال ابن المنير: معنى الحرب خدعة أي الحرب الجيّدة لصاحبها، الكاملة في مقصودها إنما هي المخادعة لا المواجهة، و ذلك لخطر المواجهة، و حصول الظّفر مع المخادعة بغير خطر. انتهى.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 418
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست