تبعد أن يكون قد خلق اللّه تعالى في الجماد قوّة قابلة للتّصديق و قوة للتكذيب، و قد سمع تسبيح الحصى في كفه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أو مجازا لاتصاف أهلها بذلك و لانتشار الإيمان منها، و اشتمالها على أوصاف المؤمنين من النّفع و البركة، و عدم الضّرّ و المسكنة، و إما لإدخال أهلها في الإيمان من الأعداء و أمنهم من الدّجّال و الطّاعون.
الثالثة و الأربعون بعد المائة.
و بأن غبارها يطفئ الجذام.
روى ابن الجوزي في الوفاء و ابن البّخّار عن إبراهيم بلاغا أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «غبار المدينة شفاء من الجذام» [1].
روى رزين عن سعد رضي اللّه عنه قال: لما رجع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) من تبوك تلقّاه رجال من المتخلّفين من المؤمنين فأثاروا غبارا فخمروا فغطى بعض من كان معه فأزال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) اللّثام عن وجهه، و قال: «و الذي نفسي بيده، إنّ في غبارها شفاء من كل داء».
قال: و أراه ذكر من الجذام و البرص.
و روى ابن زبالة عن صيفي بن أبي عامر رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «و الذي نفسي بيده، إن تربتها لمؤمنة، و إنّها شفاء من الجذام»،
قال السيّد: و قد رأينا من استشفى بغبارها من الجذام، و كان أضرّ به كثيرا، فصار يخرج إلى الكوفة البيضاء ببطحان بطريق قباء، و يتمرّغ بها و يتّخذ فيها مرقدة فنفعه ذلك جدا.
قال الإمام الحجّة يحيى بن الحسن بن جعفر العلويّ عن [......] أنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «أتانا الجرب، فإذا هم روباء، فقال: ما لكم يا بني الحارث روباء؟ قالوا أصابتنا يا رسول اللّه هذه الحمّى، قال: فأين أنتم من صعيب؟ قالوا: يا رسول اللّه، ما نصنع به؟ قال: تأخذون من ترابه فتجعلونه في ماء ثم يتفل عليه أحدكم، و يقول: بسم اللّه، تراب أرضنا، بريق بعضنا شفاء لمريضنا، بإذن ربنا، ففعلوا فتركتهم الحمّى».
قال أبو القاسم طاهر بن يحيى، فصعيب وادي ببطحان دون الماجشونية، و فيه حفرة مما يأخذ الناس منها اليوم، إذا وبأ إنسان أخذ منه، قال السيد: و الماجشونية في الحديبية المعروفة اليوم بالدشنوية، و ذكر المجد اللّغوي: أن جماعات من العلماء ذكروا أنّهم جرّبوا تراب صعيب للحمى فوجدوه صحيحا.
قال: و أنا بنفسي سقيته غلاما لي مريضا من نحو سنة فانقطعت عنه من يومه و قال: