الباب الثاني في بركة يده الشريفة (صلّى اللّه عليه و سلّم) في نبات الشعر و الشعر الذي لم ينبت
روى البيهقي عن أبي الطّفيل أنّ رجلا ولد له غلام على عهد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فأتى به فدعا له بالبركة، و أخذ بجبهته، فنبت شعره في جبهته كأنها هلبة فرس، فشبّ الغلام، فلما كان زمن الخوارج أجابهم فأخذه أبوه فأوثقه و حبسه، فسقطت تلك الشّعرة فشق عليه سقوطها، فقيل له: هذا مما هممت به، ألم تر بركة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) وقعت، فلم نزل به حتى تاب، فرد اللّه تعالى عليه الشعرة بعد في وجهه، قال أبو الفضل: فرأيتها بعد ما نبتت قد سقطت ثم رأيتها قد نبتت.
قال الحافظ محمد بن سعد في طبقاته الهلب بن يزيد بن عديّ وفد إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هو أقرع فنبت شعره فسمي الهلب [1].
و روى الطبراني بسند جيد عن أبي عطية البكريّ، قال: انطلق بي أهلي إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و أنا شابّ فمسح رأسي، قال: فرأيت أبا عطية أسود الرأس و اللّحية و كانت قد أتت عليه مائة سنة [2].
و روى الطبراني بسند حسن عن عبد اللّه بن هلال الأنصاري قال: ذهب بي أبي إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقال: يا رسول اللّه ادع اللّه له فما أنسى. وضع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يده على رأسي حتى وجدت بردها فدعا لي، و بارك عليّ، فرأيته أبيض الرأس و اللّحية ما يستطيع أن يفرق رأسه من الكبر، و كان يصوم النهار و يقوم الليل [3].
و روى البغويّ في معجمه و البيهقيّ عن أبي الوضّاح بن سلمة الجهني عن أبيه عن عمرو بن تغلب، و الطبراني عن عمرو بن ثعلبة الجهنيّ رضي اللّه عنه قال: لقيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بالسالة فأسلمت فمسح رأسي، قال الراوي: فأتت على عمرو مائة سنة، و ما شاب موضع يد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) من رأسه.
و روى ابن سعد و البيهقي و الطبراني في الثلاثة إلا أنه قال في الكبير: كان وسط رأس السائب أسود، و بقيته أبيض، و ذكر الحديث عن عطاء مولى السّائب بن يزيد (رحمه اللّه تعالى)