responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 287

و لا تشبع منه العلماء و لا يخلق عن كثرة الرد، و لا تنقضي عجائبه و من عمل به أجر و من حكم به عدل و من دعا إليه هدي إلى صراط المستقيم.

الثامنة و الأربعون.

و بأنّه ميسّر للحفظ، قال اللّه سبحانه و تعالى: وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر 17].

التاسعة و الأربعون.

و بأنّه نزل منجّما قال اللّه سبحانه و تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ‌ [الواقعة 75].

روى ابن أبي شيبة و البيهقيّ و الحاكم من طريق سعيد بن جبير، و النّسائي و الحاكم و البيهقي من طريق عكرمة بأسانيد صحيحة و ابن مردويه و البيهقي من طريق مقسم كلّهم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: فصّل اللّه القرآن من الذّكر و أنزله في ليلة القدر جملة واحدة فوضع في بيت العزّة من السّماء الدنيا، و كان اللّه تعالى ينزّله على رسوله (صلّى اللّه عليه و سلّم) على مواقع النجوم رسلا في الشّهور و الأعوام، بعضه إثر بعض بجواب كلام العباد و أفعالهم و أعمالهم، كلّما أحدثوا شيئا أحدث اللّه لهم جوابا. قال أبو شامة، قوله: «رسلا» أي رفقا، و على مواقع النجّوم: أي على مثل مساقطها، يريد، أنّه أنزل مفرّقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة و رفق.

و قال العلماء [1]: في نزوله إلى السّماء جملة تكريم بني آدم و تعظيم شأنهم عند الملائكة و تعريفهم عناية اللّه تعالى و رحمته لهم، [و لهذا المعنى أمر سبعين ألفا من الملائكة أن تشيع سورة الأنعام‌]، و إن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرّسل لأشرف الأمم قد قربناه إليهم لننزله عليهم، و فيه التّسوية بين موسى و نبيّنا صلّى اللّه عليهما و سلم في إنزال كتابه جملة، و التفضيل لمحمّد في إنزاله عليه منجّما ليحفظه قال أبو شامة: فإن قيل ما السّرّ في نزوله منجما؟ و هلّا نزل كسائر الكتب جملة واحدة! قلنا: هذا سؤال قد تولّى اللّه جوابه، فقال تعالى: وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا: لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً [الفرقان 32] يعنون كما أنزل على من قبلة من الرّسل، فأجابهم تعالى بقوله: كَذلِكَ‌ أي أنزلناه كذلك مفرَّقاً لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ‌ [الفرقان 32] أي لنقوّي به قلبك، فإنّ الوحي إذا كان يتجدّد في كلّ حادثة كان أقوى للقلب و أشدّ عناية بالمرسل إليهم، و يستلزم ذلك كثرة نزول الملائكة إليه، و تجدّد العهد به، و ما معه من الرّسالة الواردة من ذلك الكتاب العزيز، فيحدث له من السّرور ما


[1] قاله السخاوي في جمال القراء.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست