responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 272

وَ أُحْيِ الْمَوْتى‌ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَ ما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ‌ [آل عمران 49] و قد تقدم نظير ذلك لنبينا (صلّى اللّه عليه و سلّم) الذراع المسمومة، و هذا الإحياء أبلغ من إحياء الإنسان الميّت من وجوه: أحدها: أنه إحياء جزء من الحيوان دون بقيته، و هذا معجز لو كان متّصلا بالبدن.

الثاني: أنه إحياء وحدة منفصلة عن بقية أجزاء ذلك الحيوان مع موت البقيّة.

الثالث: أنّه أعاد عليه الحياة مع الإدراك و العقل، و لم يكن هذا الحيوان يعقل في حياته فصار جزؤه حيّا يعقل.

الرابع: أنه أقدره اللّه تعالى على النّطق و الكلام، و لم يكن الحيوان الذي هو جزؤه مما يتكلّم و في هذا ما هو أبلغ من حياة الطيور التي أحياها اللّه تعالى لإبراهيم (عليه الصلاة و السلام) و قال ابن كثير: و في حلول الحياة و الإدراك و العقل في الحجر الذي كان يخاطب النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) بالسّلام ما هو أبلغ من حياة الحيوان في الجملة، لأنّه كان محلّا للحياة في وقت بخلاف هذا حيث لا حياة له بالكلّيّة قبل ذلك، و كذلك تسليم الأحجار و المدر و الشّجر، و حنين الجذع، و جعله أبو نعيم نظير خلق الطين طيرا، و جعل العسيب سيفا، كما تقدم و قال تعالى: إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ: يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ [المائدة 112] و قد تقدّم نظير ذلك لنبيّنا (صلّى اللّه عليه و سلّم) إنه أتى بطعام من السماء في عدّة أحاديث تقدّمت.

و روى البيهقي عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: أتى رجل أهله فرأى ما بهم من الحاجة، فخرج إلى البرّية فقالت امرأته: اللهم، ارزقنا ما نعتجن و نختبز قال: فإذا الجفنة ملأى خميرا، و الرّحى تطحن، و التّنّور ملأى خبزا و شواء قال: فجاء زوجها و سمع الرّحى، فقامت إليه لتفتح له الباب، فقال: ما ذا كنت تطحنين؟ فأخبرته و إنّ رحاها لتدور و تصب دقيقا، فلم يبق في البيت وعاء إلا ملئ فرفع الرّحى فنكس ما حوله فذكر ذلك لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «ما فعلت بالرّحى؟» قال: رفعتها و نفضتها، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «لو تركتموها ما زالت كما هي لكم حياتكم»، و في رواية: «لو تركتها دارت إلى يوم القيامة»،

و قال تعالى: يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ [آل عمران 46] و قد تقدم نظير ذلك لنبيّنا (صلّى اللّه عليه و سلّم) كما تقدم بيانه.

روى الحاكم عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: لما ولد عيسى (عليه الصلاة و السلام) لم يبق في الأرض صنم إلا خرّ لوجهه و قد تقدم في باب ولادة نبيّنا (صلّى اللّه عليه و سلّم) نظير ذلك، و أوتي عيسى الرفع إلى السماء، قال أبو نعيم: و قد وقع ذلك لجماعة من أمة نبينا (صلّى اللّه عليه و سلّم)، منهم عامر بن فهرة، و خبيب و العلاء بن الحضرميّ، و قال ابن الزملكاني: و ممّا أوتيه عيسى الإبراء من الجنون، و قد أبرأ نبيّنا (صلّى اللّه عليه و سلّم) من ذلك كما تقدم، و أوتي عيسى المشي على الماء، و قد وقع ذلك لغير

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 10  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست