و روى ابن عساكر عن عليّ بن الحسين عن أبيه، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «أبشري يا فاطمة، المهديّ منك».
و روى أبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «يا عباس يا عمّ النبي، إنّ اللّه ابتدأ الإسلام بي، و سيختمه بغلام من ولدك، و هو الذي يتقدم عيسى ابن مريم».
و روى الخطيب و ابن عساكر عن عليّ رضي اللّه عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «ألا أخبرك أن اللّه فتح هذا الأمر بي و يختمه بولدك».
الباب السابع و الثلاثون في إخباره (صلّى اللّه عليه و سلّم) بخروج الدجال و فيه أنواع
الأوّل: في كثرة المطر و قلة النبات قبله و تحذيره (صلّى اللّه عليه و سلّم) منه.
روى أبو يعلى و البزّار برجال ثقات عن عوف بن مالك رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «يكون أمام الدّجّال سنون خوادع، يكثر فيها المطر، و يقلّ فيها النبات و يكذب فيها الصّادق، و يصدق فيها الكاذب، و يؤمّن فيها الخائن، و يخوّن فيها الأمين، و ينطق فيها الرّويضة»، قيل: يا رسول اللّه، و ما الرّويضة؟ قال: «من لا يؤبه له».
و روى الطيالسيّ و ابن أبي شيبة، و الحميديّ و الإمام أحمد و الحارث و أبو يعلى عن أسماء بنت يزيد رضي اللّه عنها أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «إذا كان قبل خروج الدّجّال بثلاث سنين حبست السماء ثلث قطرها، و حبست الأرض ثلث نباتها، فإذا كانت الثّانية حبست السماء ثلثي قطرها، و حبست الأرض ثلثي نباتها، فإذا كانت السنة الثالثة حبست السماء قطرها كلّه، و حبست الأرض نباتها كلّه، فلا يبقى ذو خفّ و لا ظلف إلا هلك» ..
الحديث.
و فيه:
قالوا: يا رسول اللّه، ما يجزئ المؤمنين يومئذ؟ قال: «يجزئ المؤمنين ما يجزئ الملائكة من التّسبيح و التّهليل و التّكبير و التّحميد». ثم قال: «لا تبكوا فإن يخرج الدجال، و أنا فيكم فأنا حجيجه و إن يخرج بعدي، فاللّه خليفتي على كل مسلم».
و روى الإمام أحمد برجال ثقات و أبو يعلى عن عائشة رضي اللّه عنها أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ذكر جهدا شديدا يكون بين يدي الدجال، فقلت: يا رسول اللّه، ما يجزئ المؤمن يومئذ من الطعام؟ قال: «التسبيح و التهليل» قلت: فأيّ المال يومئذ خير؟ قال: «غلام شديد يسقي أهله من الماء، أما الطعام فلا طعام»