الباب الثاني في معجزاته (صلّى اللّه عليه و سلّم) في إبراء الأعمى و الأرمد و من فقئت عينه
روى ابن أبي شيبة و البيهقي و أبو نعيم عن حبيب بن فديك أن أباه خرج به إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و عيناه مبيضّتان لا يبصر بهما شيئا، فسأله: «ما أصابك؟» فقال: وقعت رجلي على بيضة حية فأصيب بصري، فنفث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في عينيه فأبصر فرأيته و هو يدخل الخيط في الإبرة و إنّه لابن ثمانين سنة، و إنّ عينيه لمبيضّتان [1].
و روى الشيخان عن سهل بن سعد رضي اللّه تعالى عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال يوم خيبر: «لأعطينّ «هذه» الراية غدا رجلا يفتح اللّه على يديه»، فلما أصبح، قال: «أين عليّ بن أبي طالب؟» قالوا: يشتكي عينيه، قال: «فأرسلوا إليه» فبصق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في عينيه و دعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع [2].
و روى الطبراني عن عليّ رضي اللّه عنه قال: بعثني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إلى خيبر، فقلت:
إنّي رمد فتفل في عينيّ فما وجدتّ حرّا و لا بردا و لا رمدت عيناي.
و روى أبو يعلى و البيهقيّ من طريق عاصم بن عمرو بن أبي سعيد الخدريّ عن قتادة، و البيهقي و ابن سعد عن زيد بن أسلم، و أبو نعيم عن أبي سعيد الخدريّ عن قتادة بن النعمان، و كان أخوه لأمّه و أبو ذر الهرويّ أن قتادة بن النعمان أصيبت عينه يوم أحد، فسالت حدقته على و جنته، فأرادوا أن يقطعوها، فقالوا: حتى تستأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) فاستأمروه، فقال: «لا»، فدعي به فرفع حدقته ثم غمزها براحته، و قال: «اللهم اكسبه جمالا، و بزق فيها»، فكانت أصحّ عينيه و أحسنها [3].
و في لفظ: فكان لا يدري أيّ عينيه أصيبت.
قال عمر بن عبد العزيز: كنّا نتحدث أنها تعلّقت بعرق فردها النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال السّهيلي:
و كانت لا ترمد إذا رمدت الأخرى.
و روي أن رجلا من ولد قتادة وفد إلى عمر بن عبد العزيز فلما قدم عليه، قال: ممن الرجل؟ فقال:
أنا ابن الّذي سألت على الخدّ عينه* * * فردّت بكفّ المصطفى أحسن الرّدّ