فاستأذنت عليه، فدخلت عليه فقلت رحمك اللّه، إنك من هذا الأمر بمكان فلو خرجت إلى الناس فأمرت و نهيت
فقال: إن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال: «إنّه ستكون فتنة و فرقة و اختلاف فإذا كان ذلك فأت بسيفك أحدا فاضرب به عرضه و اكسر نبلك، و اقطع و ترك، و اجلس في بيتك، فقد كان ذلك، ثم استنزل سيفا كان معلقا بعمود الفسطاط فاخترطه فإذا سيف من خشب»،
فقال:
قد فعلت ما أمرني به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و اتخذت هذا أرهب به الناس.
الباب الرابع و السبعون في إخباره (صلّى اللّه عليه و سلّم) بموت أبي الدّرداء قبل الفتنة
روى البيهقي و أبو نعيم عن أبي الدّرداء قال: قلت يا رسول اللّه بلغني أنّك تقول ليرتدّنّ أقوام بعد إيمانهم، قال: «أجل و لست منهم»
فتوفّي أبو الدّرداء قبل أن يقتل عثمان رضي اللّه عنه.
و روى الطيالسي عن يزيد بن أبي حبيب أنّ رجلين اختصما إلى أبي الدّرداء في شبر من الأرض فقال أبو الدرداء: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يقول: «إذا كنت في أرض فسمعت رجلين يختصمان في شبر من الأرض فاخرج منها فخرج أبو الدرداء إلى الشام».
الباب الخامس و السبعون في إخباره (صلّى اللّه عليه و سلّم) بفتح القسطنطينية و أنها تفتح قبل رومية
روى ابن أبي شيبة برجال ثقات و الإمام أحمد عن عبد اللّه بن بشر الخثعميّ عن أبيه رضي اللّه عنه أنّه سمع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يقول: «لتفتحنّ القسطنطينيّة، و لنعم الأمير أميرها، و نعم الجيش ذلك الجيش».
و روى الحارث و الطبراني عن جبير بن نفير (رحمه اللّه تعالى) قال: سمعت أبا ثعلبة الخشنّي رضي اللّه عنه يقول بالفسطاط في خلافة معاوية أعد الناس للقسطنطينية، و اللّه لا تعجز هذه الأمّة من نصف يوم، و إذا رأيت الشام مائدة رجل، و أهل بيته، فعند ذلك تفتح القسطنطينية.
و روى الطيالسيّ و ابن منيع و ابن أبي شيبة و أبو يعلى برجال ثقات إلا أسيد جابر و هو ثقة عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: لا تقوم الساعة حتى لا يقسم ميراث، و لا يفرح بغنيمة، يجمع الروم لكم، و في لفظ يجمعون لأهل الإسلام و نحا بيده نحو الشام، قلت الروم تعني؟ قال: نعم، فيكون عند ذلك ردّة شديدة فيشرط المسلمون شرطة للموت، لا ترجع إلا