جمع بينها «د» و أشار إليهما «يا» فالأول اسم فاعل من علم و معناه: المدرك للحقائق الدنيوية و الأخروية. و الثاني: اسم فاعل للمبالغة. و هذان الاسمان من أسمائه تعالى، فالعالم معناه في حقه تعالى: المدرك لحقائق الأمور الدنيوية و الأخروية و العليم بمعناه الذي له كمال العلم و ثباته و العلم الكامل الثابت في نفسه ليس لغيره و سمّى بهما نبيه (صلّى اللّه عليه و سلم) لما حازه من علم العليم و حواه من الاطلاع على ملكوت السموات و الأرض، و الكشف عن الأمور المغيبات، و أوتي علوم الأولين و الآخرين، و أحاط بما في التوراة و الإنجيل و الكتب المنزلة و حكم الحكماء و سير الأمم الماضين مع احتوائه على لغة العرب و غريب ألفاظها و الإحاطة بضروب فصاحتها و الحفظ لأيامها و أمثالها و أحكامها و معاني أشعارها، مع كلامه (صلّى اللّه عليه و سلم) في فنون العلوم، كما سيأتي بيان ذلك كله إن شاء اللّه تعالى.
«العامل»
«ع» «ح» قال «ط» و لعله مأخوذ من قوله تعالى: قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ و روى الترمذي في الشمائل عن علقمة (رحمه اللّه تعالى) قال: سألت عائشة رضي اللّه تعالى عنها: أ كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يخص شيئا من الأيام؟ قالت: «كان عمله ديمة و أيكم يطيق ما كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يطيق».
«العائل»:
«عا»: الفقير قال اللّه تعالى: وَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى أي فقيرا فأغناك بما أفاء اللّه عليك من الغنائم أو أغنى قلبك. قلت: و في تسميته (صلّى اللّه عليه و سلم) بالعائل بعد الغنى نظر.
«العبد»:
تقدم الكلام عليه في ترجمة عبد اللّه والد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و يأتي لهذا مزيد بيان في بيان أبواب الإسراء.
«عبد اللّه»:
قال اللّه تعالى: وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ و الكلام عليه كالكلام على ما قبله و قد أشبعت القول على لفظ الاسم الكريم في القول الجامع.
و روى أبو داود عن ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما قال قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «أحبّ الأسماء إلى اللّه تعالى عبد اللّه و عبد الرحمن»
و نقل الإمام الحسين بن محمد الدمغاني (رحمه اللّه تعالى) في كتابه «شوق العروس و أنس النفوس» عن كعب الأحبار (رحمه اللّه تعالى) قال: اسم النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) عند أهل العرش:
عبد الحميد و عند سائر الملائكة عبد المجيد، و عند الأنبياء عبد الوهاب، و عند الشياطين عبد القهّار و عند الجن عبد الرحيم، و في الجبال عبد الخالق و في البرّ عبد القادر و في البحر عبد المهيمن، و عند الحيتان عبد القدوس، و عند الهوامّ عبد الغيّاث، و عند الوحوش
[1] أخرجه أبو داود (4949) و الخطيب في التاريخ 10/ 323.