و اختلف في مولده فقيل ببرزة من غوطة دمشق. قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر (رحمه اللّه تعالى): و الصحيح أنه ولد بكوثا من إقليم بابل من أرض العراق.
و اسم أمه نوبا و يقال ليوثا و قيل غير ذلك.
ولد على رأس ألفي سنة من خلق آدم و كان بين إبراهيم و نوح عشرة قرون.
رواه الحاكم في المستدرك عن الواقدي.
و كان يتكلم بالسريانية أولا و إنما نطق بالعبرانية حين عبر النهر فارّا من نمروذ. و هو بضم النون و آخره ذال معجمة، لا ينصرف للعجمة و العلمية. و لا تدخله الألف و اللام.
و روى الطبراني بسند رجال ثقاة عن أبي أمامه رضي اللّه تعالى عنه أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: «بين إبراهيم و نوح عشرة قرون».
و كان نمروذ قال للذين أرسلهم في طلبه: إذا وجدتم فتى يتكلم بالسريانة فردّوه. فلما أدركوه استنطقوه فحول اللّه لسانه عبرانيا و ذلك من حين عبر النهر فسميت العبرانية بذلك.
و أما السريانية فذكر ابن سلام أنها سميت بذلك لأن اللّه تعالى حين علّم آدم الأسماء علمه سرا من الملائكة و أنطقه بها حينئذ.
و له عدة أولاد غير إسماعيل (صلّى اللّه عليه و سلم).
قال في المطلع: و كان لإبراهيم (صلّى اللّه عليه و سلم) في طريق الحق عشر مقامات نال بها غاية الكرامات.
الأول: مقام الطلب: هذا رَبِّي.
و الثاني: مقام الدعوة وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِ.
الثالث: مقام الفضيلة وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى.
الرابع: مقام الفقر و الفاقة رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ.
الخامس: مقام النعمة وَ الَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَ يَسْقِينِ.
السابع: مقام المحبة أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى.
الثامن: مقام المعرفة وَ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ.
التاسع: مقام الهيبة إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ.
العاشر: مقام الوارثة، و في هذا المقام حصل له الاستغناء عن الواسطة فقال: «حسبي من سؤالي علمه بحالي».
قال المؤرخون: هاجر إبراهيم من العراق إلى الشام و بلغ عمره مائة و خمسا و سبعين سنة و قيل مائتي سنة. و دفن في الأرض المقدسة و قبره مقطوع بأنه في تلك المربعة. و لا يقطع بقبر