responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 217

فلما همّ بقتله قال له نفيل: أيها الملك لا تقتلني فإني دليلك بأرض العرب. فخلّى سبيله.

و خرج أبرهة يريد مكة، حتى مرّ بالطائف فخرج إليه مسعود بن معتّب في رجال من ثقيف فقالوا: أيها الملك إنما نحن عبيدك سامعون لك مطيعون، و ليس لك عندنا خلاف و ليس بيتنا البيت الذي تريد، يعنون اللات، و هو بيت الطائف كانوا يعظّمونه نحو تعظيم الكعبة، إنما تريد البيت الذي بمكة، و نحن نبعث معك من يدلك عليه. فتجاوز عنهم فبعثوا معه أبا رغال يدلّه على الطريق إلى مكة، فخرج أبرهة و معه أبو رغال حتى أنزله بالمغمّس، فلما أنزله به مات أبو رغال فرجمت العرب قبره، فهو القبر الذي يرجم الناس بالمغمّس.

فلما نزل أبرهة بالمغمّس بعث رجلا من الحبشة يقال له الأسود بن مقصود على خيل له حتى انتهى إلى مكة فساق أموال تهامة من قريش و غيرها، و أصاب فيها مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم، و هو يومئذ كبير قريش و سيدها فهمت قريش و كنانة و هذيل و من كان بذلك الحرم بقتاله، ثم عرفوا أنه لا طاقة لهم بحربه.

و بعث أبرهة حناطة الحميري إلى مكة و قال له: سل عن سيد أهل البلد و شريفهم، ثم قل له: إن الملك يقول: إني لم آت لحربكم، إنما جئت لهدم هذا البيت، فإن لم تعرضوا دونه بحرب فلا حاجة لي بدمائكم، فإن هو لم يرد حربي فأتني به.

فلما دخل حناطة مكة سأل عن سيد قريش و شريفها، فقيل: عبد المطلب بن هاشم.

فجاءه فقال له ما أمره به أبرهة، فقال عبد المطلب: و اللّه ما نريد حربه و ما لنا بذلك من طاقة، هذا بيت اللّه الحرام و بيت خليله إبراهيم- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فإن يمنعه فهو بيته و حرمه و إن يخلّ بينه و بينه فو اللّه ما عندنا دفع عنه. قال حناطة: فانطلق إليه فإنه قد أمرني أن آتيه بك.

فانطلق معه عبد المطلب و معه بعض بنيه حتى أتى العسكر فسأل عن ذي نفر و كان صديقا له، فدخل عليه و هو في مجلسه فقال له: يا ذا نفر هل عندك غناء من شي‌ء مما نزل بنا؟ فقال له ذو نفر: ما غناء رجل أسير بيد ملك ينتظر قتله غدّوا و عشيا، و اللّه ما عندي غناء من شي‌ء مما نزل بكم إلا أن أنيسا سائس الفيل صديق لي فأرسل إليه فأوصيه بك و أعظّم عليه حقّك و أسأله أن يستأذن لك على الملك فتكلّمه بما بدا لك و يشفع لك عنده بخير إن قدر عليه. فقال:

حسبي.

فبعث ذو نفر إلى أنيس فجاء فقال: هذا عبد المطلب سيد قريش و صاحب عين مكة، يطعم الناس بالسّهل و الوحوش في رؤوس الجبال، قد أصاب الملك له مائتي بعير، فاستأذن له عليه و أنفعه عنده بما استطعت. قال: أفعل.

فكلّم أنيس أبرهة فقال: أيها الملك هذا سيد قريش ببابك يستأذن عليك، و هو صاحب عين مكة، يطعم الناس بالسهل و الوحوش في رؤوس الجبال فائذن له عليك فليكلمك في‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست