responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 216

و هي امرأة عجوز فتضرعت إليه تشفع لابنها و أبى إلا أن يقطع يده، فقالت: اضرب بمعولك اليوم لك و غدا لغيرك. فقال: ويحك ما قلت؟ قالت: نعم، صار هذا الملك من غيرك إليك، و كذلك يصير إلى غيرك: فأخذته موعظتها و أعفى الناس من ذلك.

ثم كتب إلى النجاشي: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك قبلك، و لست بمنته حتى أصرف حج العرب إليها. فأمر الناس فحجوها، فحجه كثير من قبائل العرب سنين، و مكث فيها رجال يتعبدون و يتألّهون و نسكوا له.

قال ابن إسحاق (رحمه اللّه تعالى): فلما تحدثت العرب بكتاب أبرهة ذلك إلى النجاشي غضب رجل من النّسأة أحد بني فقيم فخرج إلى القليس فقعد فيها، يعني أحدث، ثم خرج فلحق بأرضه.

و قال ابن سعد (رحمه اللّه تعالى): و كان نفيل بن حبيب الخثعمي يورّض له ما يكره، فأمهل حتى إذا كان ليلة من الليالي لم ير أحدا يتحرك فقام فجاء بعذرة فلطخ بها قبلته و جمع جيفا فألقاها فيها.

و قال مقاتل (رحمه اللّه تعالى): إن فتية من قريش دخلوها فأطلقوا فيها نارا و كان يوما فيه هواء شديد فاحترقت و سقطت. انتهى.

فأخبر بذلك أبرهة فقال: من صنع هذا: قيل: صنعه رجال من أهل هذا البيت الذي يحجه العرب، يعني أنها ليست لذلك بأهل.

فغضب غضبا شديدا و حلف ليسيرنّ حتى يهدم الكعبة و ينقضها حجرا حجرا، و كتب إلى النجاشي يخبره بذلك و يسأله أن يبعث إليه بفيله، و كان له فيل يقال له محمود، و كان فيلا عظيما لم ير مثله في الأرض عظما و قوة، فبعث به إليه، فأمر الحبشة فتجهّزت في ستين ألفا ثم سار نحو أرض مكة.

فلما سمعت العرب ذلك أعظموه و فظعوا به و رأوا جهاده حقّا عليهم حين سمعوا أنه يريد هدم الكعبة.

فخرج له رجل من أشراف اليمن يقال له ذو نفر، فدعا قومه و من أطاعه من سائر العرب إلى حرب أبرهة و جهاده عن بيت اللّه تعالى و ما يريد من هدمه و خرابه، فأجابه من أجابه إلى ذلك، ثم عرض له فقاتله، فهزم ذو نفر و أصحابه و أخذ له ذو نفر فأتي به إليه أسيرا، فلما أراد قتله قال له ذو نفر: أيها الملك لا تقتلني فإنه عسى أن يكون بقائي معك خيرا لك من القتل.

فتركه و حبسه عنده في وثاق.

ثم سار أبرهة يريد ما خرج له، حتى إذا كان بأرض خثعم عرض له نفيل بن حبيب الخثعمي في قومه و من أطاعه من قبائل العرب فقاتله، فهزمه أبرهة و أخذ له نفيل أسيرا فأتي به،

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست