responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 203

و زاد في شفاء الغرام تبعا للسّهيلي: و قيل: لأن اللّه تعالى حين قال للسماوات و الأرض، ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ‌ [فصلت: 11] لم يجبه بهذه المقالة من الأرض إلا أرض الحرم، و لذلك حرّمها.

و قال الزركشي (رحمه اللّه تعالى) في الإعلام: فإن قيل: ما الحكمة في تحديد الحرم؟

قيل فيه وجوه: أحدها التزام ما ثبت له من الأحكام و تبيين ما اختص به من البركات. الثاني:

ذكر أن الحجر الأسود لما أتي به من الجنة كان أبيض مستنيرا أضاء منه نور، فحيثما انتهى ذلك النور كانت حدود الحرم. و هذا معنى مناسب و الأمر فوق ذلك.

الثالث: أنه أنوار موضوعة من العالم الأعلى ربّاني، و سرّ روحاني، توجّه إلى تلك البقاع. و يذكر أهل المشاهدات أنهم يشاهدون تلك الأنوار واصلة إلى حدود الحرم، و لها منار ينبع منها و يكون عنها في الحرمين و الأرض المقدسة.

ذكر علامات الحرم قال ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما: أول من نصب أنصاب الحرم إبراهيم يريه ذلك جبريل، فلما كان يوم الفتح بعث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) تميم بن أسد الخزاعي فجدّد ما رثّ منها. رواه ابن سعد و الأزرقي.

و روى الأزرقي عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة [1] (رحمه اللّه تعالى) قال: إن إبراهيم (صلّى اللّه عليه و سلم) نصب أنصاب الحرم يريه جبريل (صلّى اللّه عليه و سلم) ثم لم تحرّك حتى كان قصىّ فجددها، ثم لم تحرك حتى كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يوم الفتح، فبعث عام الفتح تميم بن أسد الخزاعي فجددها.

رثّ الشي‌ء يرثّ بالكسر و أرثّ: خلق.


[1] عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبد اللّه، المدني، ثقة فقيه، ثبت، من الثالثة، مات سنة أربع و تسعين، و قيل سنة ثمان، و قيل غير ذلك. التقريب 1/ 535.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست