responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 167

فقال: هذا قبر أم إسماعيل (صلّى اللّه عليه و سلم)، فدعا ابن الزبير خمسين رجلا من وجوه الناس و أشرافهم فأشهدهم على ذلك، و أدخل عبد اللّه بن مطيع العدوي [1] عتلة كانت بيده في ركن من أركان البيت فزعزعت الأركان كلها و ارتجت جوانب البيت و رجفت مكة بأسرها رجفة شديدة و خافوا خوفا شديدا، و طارت من الحجر قطعة فأخذها بيده، فإذا فيها نور مثل نار، فطارت منه برقة فلم يبق دار من دور مكة إلا دخله، ففزعوا، فقال ابن الزبير: اشهدوا. ثم وضع البناء على ذلك الأساس، و جعل لها بابين ملصقين بالأرض، فلما ارتفع البنيان إلى موضع الركن، و كان وقت الهدم قد جعله ابن الزبير في ديباجة و أدخله في تابوت و أقفل عليه و أدخله دار الندوة، و عمد إلى ما كان في الكعبة من حلى و ثياب و طيب فوضعه في خزانة الكعبة في دار شيبة بن عثمان، فلما انتهى البناء إلى موضع الحجر أمر فنقر بين حجرين أحدهما من المدماك الذي تحته و الآخر من الذي فوقه و طبّق ما بينهما.

ثم أمر ابن الزبير ابنه عبادا و جبير بن شيبة بن عثمان أن يجعلا الركن في ثوب و قال لهما: إذا فرغتما فكبّرا حتى أسمعكما فأخف صلاتي فلما وضعاه في موضعه كبّرا فتسامع الناس بذلك. فغضب رجال من قريش لذلك حيث لم يحضرهم ابن الزبير، و قالوا: ما رفعته قريش في الجاهلية حتى حكّموا أول من يدخل عليهم، فكان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أول داخل.

و كان الحجر قد انصدع بسبب الحريق فشدّه ابن الزبير بالفضة. قال ابن عون [2]:

فنظرت إلى جوف الحجر حين انفلق كأنه الفضة.

و كانت الكعبة يوم هدمها ابن الزبير ثمانية عشر ذراعا في السماء، فلما بلغ البنيان هذا المبلغ قصرت لحال الزيادة في العرض من الحجر، فقال ابن الزبير: قد كانت تسعة أذرع في السماء قبل بناء قريش فزادت قريش تسعة أذرع، و أنا أزيد تسعة أذرع. فجعلها سبعة و عشرين ذراعا في السماء! و هي سبعة و عشرون مدماكا، و عرض جدارها ذراعان. و جعل داخلها ثلاثة دعائم. و كانت قبل ذلك على ست دعائم صفّين، و أرسل إلى صنعاء فأتى برخام فجعله في الروازن لأجل الضوء، و جعل لبابها مصراعين طولهما أحد عشر ذراعا، و جعل الباب الآخر بإزائه على هيئته و جعل لها درجا من خشب معوجة يصعد منها إلى ظهرها. فلما فرغ من بنائها


[1] عبد اللّه بن مطيع بن الأسود العدوي المدني، له رؤية، و كان رأس قريش يوم الحرّة، و أمره ابن الزبير على الكوفة، ثم قتل معه سنة ثلاث و سبعين. التقريب 1/ 452.

[2] عبد اللّه بن عون بن أرطبان المزني مولاهم أبو عون الخرّاز بفتح المعجمة و المهملة البصري أحد الأعلام. عن عطاء و مجاهد، و سالم، و الحسن، و الشّعبي، و خلق. و عنه شعبة، و الثوري، و ابن عليّة، و يحيى القطان و خلائق. قال ابن مهدي: ما أحد أعلم بالسنة بالعراق من ابن عون و قال روح بن عبادة: ما رأيت أعبد منه. قال يحيى القطان: مات سنة إحدى و خمسين و مائة. الخلاصة 2/ 86.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست