responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 166

أن ينقضوها فتحاماها الناس أن ينزل بأول الناس يصعد فيها أمر من السماء، حتى صعد رجل فألقى منه حجارة، فلما لم يره الناس أصابه شي‌ء تابعوه، فنقضوه حتى بلغوا به الأرض، فجعل ابن الزبير أعمدة فستّر عليها الستور حتى ارتفع بناؤه.

قال السهيلي، (رحمه اللّه تعالى): و طاف الناس بتلك الأستار فلم تخل من طائف حتى لقد ذكر أن يوم قتل ابن الزبير اشتدت الحرب و اشتغل الناس فلم ير طائف يطوف بالكعبة إلا جمل يطوف بها. انتهى.

و قال ابن الزبير: إني سمعت عائشة تقول: إن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: «لو لا أن الناس حديث عهدهم بكفر و ليس عندي من النفقة ما أنفق على بنيانه لكنت أدخلت فيه من الحجر خمسة أذرع، و جعلت له بابا يدخل الناس منه و بابا يخرج الناس منه»

قال: فأنا اليوم أجد ما أنفق، و لست أخاف الناس. قال: فزاد فيه خمسة أذرع حتى أبدى أساسا نظر الناس إليه فبنى عليه البنيان.

و كان طول الكعبة ثمانية عشر ذراعا، فلما زاد فيه استقصره فزاد في طوله عشرة أذرع، و جعل له بابين: أحدهما يدخل منه، و الآخر يخرج منه.

فلما قتل ابن الزبير كتب الحجاج [1] إلى عبد الملك [2] يخبره بذلك و يخبره أن ابن الزبير وضع البناء على أسّ قد نظر إليه العدول من أهل مكة، فكتب إليه عبد الملك: إنا لسنا من تخليط ابن الزبير في شي‌ء أمّا ما زاده في طوله فأقرّه، و أما ما زاد فيه من الحجر فرده إلى بنائه و سدّ الباب الذي فتحه. فنقضه و أعاده إلى بنائه.

و في تاريخ مكة للأزرقي، أن ابن الزبير لما هدم الكعبة و سوّاها بالأرض كشف عن أساس إبراهيم (صلّى اللّه عليه و سلم) فوجده داخلا في الحجر ستة أذرع و شيئا و أحجار ذلك الأساس كأنها أعناق الإبل، حجارة حمراء آخذ بعضها في بعض مشبّكة كتشبيك الأصابع و أصاب فيه قبرا،


[1] الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، أبو محمد: قائد، داهية، سفاك، خطيب. ولد و نشأ في الطائف بالحجاز و انتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان فكان في عديد شرطته، ثم ما زال يظهر حتى قلده عبد الملك أمر عسكره، و أمره بقتال عبد اللّه بن الزبير، فزحف إلى الحجاز بجيش كبير و قتل عبد اللّه و فرق جموعه، فولاه عبد الملك مكة و المدينة و الطائف، ثم أضاف إليها العراق و الثورة قائمة فيه، فانصرف إلى بغداد في ثمانية أو تسعة رجال على النجائب، فقمع الثورة و ثبتت له الإمارة عشرين سنة. و بنى مدينة واسط بين الكوفة و البصرة. توفي 95 ه. الأعلام 2/ 168.

[2] عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، أبو الوليد: من أعاظم الخلفاء و دهاتهم. نشأ في المدينة، فقيها واسع العلم، متعبدا، ناسكا. و شهد يوم الدار مع أبيه. و استعمله معاوية على المدينة و هو ابن 16 سنة. و انتقلت إليه الخلافة بموت أبيه (سنة 65 ه) فضبط أمورها و ظهر بمظهر القوة، فكان جبارا على معانديه، قويّ الهيبة. و اجتمعت عليه كلمة المسلمين بعد مقتل مصعب و عبد اللّه ابني الزبير في حربهما مع الحجاج الثقفي. و هو أول من صك الدنانير في الإسلام، و أول من نقش بالعربية على الدراهم، و كان عمر بن الخطاب قد صك الدراهم. توفي سنة 86 ه. الأعلام 4/ 165.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست