responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 144

بيت المقدس، ثم أوحى اللّه- تعالى- إليه: إني لأقضي بناءه على يد سليمان. و في الحديث قصة.

قال ابن الجوزي- (رحمه اللّه تعالى)-: و الجواب: أن الإشارة إلى أوّل البناء و وضع أساس المسجد و ليس إبراهيم أول من بنى الكعبة و لا سليمان أول من بنى بيت المقدس، فقد روينا أن أول من بنى الكعبة آدم ثم انتشر ولده في الأرض فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس ثم بنى إبراهيم (عليه السلام) الكعبة بنصّ القرآن. و كذا قال القرطبي: إن الحديث لا يدل على أن إبراهيم و سليمان عليهما الصلاة و السلام لمّا بنيا المسجدين ابتدآ وضعهما لهما بل ذلك تجديد لما كان غيرهما أسسه.

قال الحافظ: و قد مشى ابن حبان [1] في صحيحه على ظاهر هذا الحديث فقال: في هذا الخبر ردّ على من زعم أن بين إسماعيل و داود- عليهما الصلاة و السلام- ألف سنة. و لو كان كما قال لكان بينهما أربعون سنة و هذا عين المحال لطول الزمان بالاتفاق بين بناء إبراهيم- (عليه الصلاة و السلام)- البيت و بين موسى- (عليه الصلاة و السلام). ثم إن في نص القرآن أن قصة داود في قتل جالوت كانت بعد موسى بمدة.

و قد تعقّبه الحافظ ضياء الدين المقدسي [2] بنحو ما أجاب به ابن الجوزي.

قال الخطّابي [3]: يشبه أن يكون المسجد الأقصى أول ما وضع بناءه بعض أولياء اللّه تعالى قبل بناء داود و سليمان عليهما الصلاة و السلام، ثم داود و سليمان، فزادا فيه وسعا


[1] محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي، أبو حاتم البستي، و يقال له ابن حبّان: مؤرخ، علّامة، جغرافي، محدث. ولد في بست (من بلاد سجستان) و تنقل في الأقطار، فرحل إلى خراسان و الشام و مصر و العراق و الجزيرة. و تولى قضاء سمرقند مدة، ثم عاد إلى نيسابور، و منها إلى بلده، حيث توفي في عشر الثمانين من عمره.

و هو أحد المكثرين من التصنيف. قال ياقوت: أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره، و كانت الرحلة في خراسان إلى مصنفاته. من كتبه «المسند الصحيح» في الحديث، يقال: إنه أصح من سنن ابن ماجة، و «روضة العقلاء- ط» في الأدب، و «الأنواع و التقاسيم». توفي 354. الأعلام 6/ 78.

[2] محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي، المقدسي الأصل، الصالحي الحنبلي، أبو عبد اللّه، ضياء الدين: عالم بالحديث، مؤرخ. من أهل دمشق، مولدا و وفاة. بنى فيها مدرسة دار الحديث الضيائية المحمدية بسفح قاسيون، شرقي الجامع المظفري، و وقف بها كتبه. و رحل إلى بغداد و مصر و فارس، و روى عن أكثر من 500 شيخ.

من كتبه «الأحكام» في الحديث، لم يتمه. توفي 643. الأعلام 6/ 255.

[3] حمد- بفتح الحاء و سكون الميم، و قيل: اسمه أحمد- بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب، أبو سليمان البستي المعروف بالخطابي، قيل إنه من ولد زيد بن الخطاب بن نفيل العدوي. قال الذهبي: و لم يثبت. كان رأسا في علم العربية و الفقه و الأدب و غير ذلك. أخذ الفقه عن أبي علي بن أبي هريرة و أبي بكر القفال و غيرهما، و أخذ اللغة عن أبي عمر الزاهد. و صنف التصانيف النافعة المشهورة، منها «معالم السنن» تكلم فيها على سنن أبي داود، و «أعلام البخاري» و «غريب الحديث»، و «شرح أسماء اللّه الحسنى» و «كتاب الغنية عن الكلام و أهله» و «كتاب العزلة»، و له شعر حسن. نقل عنه النووي في التهذيب شيئا في اللغة ثم قال: و محله من العلم مطلقا خصوصا الغاية العليا. توفي ببست في ربيع الآخر سنة ثمان و ثمانين و ثلاثمائة. انظر الطبقات لابن قاضي شهبة 1/ 156، 157.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست