responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 142

و روى عبد الرزّاق في المصنّف و عبد بن حميد و ابن المنذر عن عطاء بن أبي رباح- (رحمه اللّه تعالى)- قال: لما أهبط اللّه تعالى آدم كان رجلاه في الأرض و رأسه في السماء يسمع دعاء أهل السماء فأنس بهم، فهابت الملائكة منه حتى شكت إلى اللّه- تعالى- في دعائها و في صلاتها فأخفضه اللّه إلى الأرض، فلما فقد ما كان يسمع منهم استوحش حتى شكا إلى اللّه عز و جل- في دعائه و في صلاته فتوجّه إلى مكة فكان موضع قدميه قرية و خطوه مفازة حتى انتهى إلى مكة، و أنزل اللّه- تعالى- عليه ياقوتة من ياقوت الجنة فكان على موضع البيت الآن فلم يزل يطاف به حتى أنزل اللّه- تعالى- الطوفان فرفعت تلك الياقوتة.

و روى عبد الرزاق و ابن جرير و ابن المنذر من طريق معمر [1] عن قتادة و ابن المنذر و الأزرقي عن وهب بن منبه- (رحمه اللّه تعالى)- قال: وضع اللّه تعالى البيت مع آدم، أهبط اللّه تعالى آدم إلى الأرض و كان مهبطه بأرض الهند و كان رأسه في السماء و رجلاه في الأرض، و كانت الملائكة تهابه فنقص إلى ستين ذراعا، فحزن آدم إذ فقد أصوات الملائكة و تسبيحهم.

فشكا ذلك إلى اللّه تعالى فقال اللّه تعالى: يا آدم إني قد أهبطت بيتا يطاف به كما يطاف حول عرشي و يصلّى عنده كما يصلّى عند عرشي فاخرج إليه. فخرج إليه آدم و مدّ له في خطوه و قبض له ما كان فيها من مخاض أو بحر، فجعله خطوة فلم يضع قدميه في شي‌ء من الأرض إلا صار عمرانا و بركة حتى انتهى إلى مكة، و كان قبل ذلك قد اشتد بكاؤه و حزنه لما كان من عظم المصيبة حتى إن كانت الملائكة لتبكي لبكائه و تحزن لحزنه، فعزّاه اللّه- تعالى- بخيمة من خيام الجنة وضعها اللّه- تعالى- له بمكة في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة، و تلك الخيمة ياقوتة حمراء من ياقوت الجنة فيها ثلاث قناديل من ذهب فيها نور يلتهب من نور الجنة، و نزل معها يومئذ الركن و هو ياقوتة بيضاء من ربض الجنة و كان كرسيا لآدم (صلّى اللّه عليه و سلم) يجلس عليه، فلما كان آدم (صلّى اللّه عليه و سلم) بمكة حرسه اللّه- تعالى- له و حرس له تلك الخيمة بالملائكة. كانوا يحرسونها و يدرأون عنها سكان الأرض، و ساكنوها يومئذ الجن و الشياطين و لا ينبغي لهم أن ينظروا إلى شي‌ء من الجنة، و الأرض يومئذ طاهرة طيبة نقية لم تنجس و لم يسفك فيها الدم و لم تعمل فيها الخطايا فلذلك جعلها اللّه تعالى مسكن الملائكة و جعلهم فيها كما كانوا في السماء يسبّحون اللّه- تعالى- بالليل و النهار لا يفترون، و كان وقوفهم على أعلام الحرم صفّا واحدا مستديرين بالحرم كله، الحلّ من خلفهم و الحرم كله من أمامهم، و لا يجوزهم جن و لا شيطان من أجل مقام الملائكة حرّم الحرم حتى اليوم. و كان آدم (صلّى اللّه عليه و سلم) إذا أراد


[1] معمر بن راشد الأزدي، مولى مولاهم عبد السلام بن عبد القدوس، أبو عروة البصري ثم اليماني أحد الأعلام. عن الزهري و همام بن منبّه و قتادة و خلق. و عنه أيوب من شيوخه و الثوري من أقرانه و ابن المبارك و خلق. قال العجلي: ثقة صالح. و قال النسائي: ثقة مأمون. و ضعفه ابن معين في ثابت. توفي سنة ثلاث و خمسين و مائة. الخلاصة 3/ 47.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست