responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 109

ما عنده. فقال لي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «فقّر لها» فإذا فرغت فآذنّي حتى أكون أنا الذي أضعها بيدي ففقّرت لها و أعانني أصحابي حتى فرغنا منها، فجاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فكنا نحمل إليه الوديّ و يضعه بيديه و يسوّي عليها التراب، فغرسها كلها إلا نخلة واحدة غرستها بيدي.

و في رواية: غرسها عمر. فأطعم النخل كلها من سنته إلا تلك النخلة. فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم):

«من غرسها»؟ قالوا: عمر فنزعها و غرسها بيده فحملت من عامها. فو الذي بعثه بالحق ما ماتت منها وديّة واحدة.

و بقيت عليّ الدراهم، فأتاه رجل من بعض المعادن بمثل بيضة الحمامة من ذهب،

فقال لي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «خذ هذه يا سلمان فأدّها عنك دينك». فقلت: يا رسول اللّه و أين تقع هذه مما عليّ؟ فقلبها على لسانه ثم قذفها إليّ ثم قال: «انطلق بها، فإن اللّه سيؤدّي بها عنك. فو الذي نفسي بيده لوزنت لهم منها أربعين أوقية من ذهب فأديتها و بقي عندي مثل ما أعطيتهم».

رواه الإمام أحمد و ابن سعد و البزار و الطبراني و أبو نعيم و غيرهم [1]، من طرق أدخلت بعضها في بعض و سقتها كما تقدم.

تنبيهات‌

الأول: في رواية: أن سلمان من فارس. و في رواية: من أهل إصبهان بكسر الهمزة و فتحها. و في رواية: أنه من أهل جيّ بجيم مفتوحة فمثناة تحتية مشددة. و في رواية: أنه من رامهرمز.

و الجمع بين هذه الروايات: أن جيّ مدينة أصبهان، و أنه ولد برامهرمز، و أصله من فارس كما صرح بذلك في رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن [2] كما في تاريخ أبي نعيم و دلائله.

الثاني: في رواية: أنه قدّم للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم) تمرا. و في رواية: رطبا. و في رواية: خلالا بفتح الخاء المعجمة، و هو البلح. و في رواية: لحم جزور. و في رواية: لحم بطّ. و ليس بمنكر أن يكون سلمان قدّم ذلك إمّا في مجلس واحد فحدّث بهذا مرّة و بهذا مرة، و إما في مجالس، كل واحد مما ذكر في مجلس، احتياطا و استظهارا.


[1] أخرجه أحمد في المسند 5/ 441، و أبو نعيم في الدلائل 213، و ابن سعد في الطبقات 4/ 56. و ما بعدها.

[2] أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزّهري المدني أحد الأعلام. قال عمرو بن علي: ليس له اسم. عن أبيه و أسامة بن زيد و أبي أيوب و خلق. و عنه ابنه عمر و عروة و الأعرج و الشعبي و الزّهري و خلق. قال ابن سعد: كان ثقة فقيها كثير الحديث، و نقل الحاكم أبو عبد اللّه أنه أحد الفقهاء السبعة عن أكثر أهل الأخبار. مات سنة أربع و تسعين و قال الفلّاس:

سنة أربع و مائة. الخلاصة 3/ 221.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست