responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 0  صفحه : 27

نفسي حرية كبيرة في أن أشرح الأحداث و أخترع الإطار الذي يتحدث عن قرب إلى العقول الحديثة مع الاحتفاظ بالطابع القديم.

و كان الدكتور طه يتحدث بهذا إلى المستشرقين في أول مؤتمر للحوار بين المسيحية و الإسلام و يعد كتابه هذا خطوة في هذا السبيل من حيث دمج الأديان كلها في كتاب واحد و في اختراع أخطر بدعة من إحياء الأساطير في الأدب العربي. هذا ما كشف عنه طه حسين بعد سنوات طويلة من ظهور (على هامش السيرة) فما ذا كان موقف الباحثين منه؟ يقول صديقه و زميل دربه الدكتور محمد حسين هيكل:

أستميح طه العذر إن خالفته في اتخاذ النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و عصره مادة لأدب الأسطورة. و أشار إلى ما يتصل بسيرة (صلّى اللّه عليه و سلم) ساعة مولده و ما روي عما حدث له من إسرائيليات روجت بعد النبي ثم قال:

و لهذا و ما إليه يجب في رأيي ألا تتخذ حياة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) مادة الأدب الأسطوري، و إنما يتخذ من التاريخ و أقاصيصه مادة لهذا الأدب، و ما اندثر أو ما هو في حكم المندثر، و ما لا يترك صدقة أو كذبة في حياة النفوس و العقائد أثرا ما و النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و سيرته و عصره يتصل بحياة ملايين المسلمين جميعا بل هي فلذة من هذه الحيا. و من أعز فلذاتها عليها و أكبرها أثرا. و أعلم أن هذه (الإسرائيليات) قد أريد بها إقامة ميثولوجية إسلامية لإفساد العقول و القلوب من سواد الشعب. و لتشكيك المستنيرين و دفع الريبة إلى نفوسهم في شأن الإسلام و نبيه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقد كانت هذه غاية الأساطير الذي وضعت عن الأديان الأخرى. من أجل ذلك ارتفعت صيحة المصلحين الدينيين في جميع العصور لتطهير العقائد من هذه الأوهام.

و لا ريب أن كلام الدكتور محمد حسين هيكل هذا هو اتهام صريح لطه حسين في اتجاهه و تحميله مسؤولية من أخطر المسؤوليات، و هي:

إعادة إضافة الأساطير التي حرر المفكرون المسلمون سيرة النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) منها طوال العصور. و إعادتها مرة أخرى لخلق جو معين يؤدي إلى إفساد العقول في سواد الشعب و تشكيك المستنيرين و دفع الريبة إلى نفوسهم في شأن الإسلام و نبيه (صلّى اللّه عليه و سلم).

و هذا الذي كشفه هيكل ما زال كثيرون يجهلونه، و ما زال المتابعون لحياة الدكتور طه حسين و تحولاته يرون أن هذا أخطر تحول له و أن هذا التحول جاء ليخدع الناس عن ماضيه و سابقته في إذاعة مذهب الشك و طارت الدعوات تقول: إن طه حسين عاد إلى الإسلام و إنه يكتب حياة الرسول، و لم يكن هذا صحيحا على الإطلاق و لكنه كان تحولا خطيرا وفق أسلوب جديد لضرب الإسلام في أعز فلذات حياته و هي سيرة الرسول الأمين (صلّى اللّه عليه و سلم) و لقد دمغه‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 0  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست