نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 5 صفحه : 383
(1) قدم على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) وفد نصارى نجران ستون راكبا، منهم أربعة و عشرون رجلا من أشرافهم، و الأربعة و عشرون منهم ثلاثة نفر منهم إليهم يؤول أمرهم:
العاقب أمير القوم و ذو رأيهم صاحب مشورتهم و الذين لا يصدرون إلا عن رأيه و أمره و اسمه عبد المسيح.
و السّيّد ثمالهم [2] و صاحب رجلهم و مجتمعهم و اسمه الأيهم.
و أبو حارثة بن علقمة أحد بني بكر بن وائل، و أسقفّهم [3] و حبرهم و إمامهم و صاحب مدراسهم و كان أبو حارثة قد شرف فيهم و درس كتبهم حتى حسن عمله في دينهم و كانت ملوك الروم [4] من أهل النصرانية قد شرّفوه و مولّوه و أخدموه و بنوا له الكنائس و بسطوا عليه الكرامات لما يبلغهم عنه من عمله و اجتهاده في دينهم.
فلمّا وجهوا إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) من نجران جلس أبو حارثة على بغلة له موجها إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و إلى جنبه أخ له يقال له: كوز بن علقمة يسايره، إذ عثرت بغلة أبي حارثة، فقال له كوز: تعس الأبعد، يريد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فقال له أبو حارثة: بل أنت تعست، فقال له: و لم يا أخ؟ فقال: و اللّه إنه للنبيّ الذي كنا ننتظر، قال له كوز: فما يمنعك و أنت تعلم هذا؟ قال: ما صنع بنا هؤلاء القوم شرفونا و موّلونا و أكرمونا، و قد أبوا إلا خلافه و لو فعلت نزعوا منا كلما ترى، فأضمر عليها منه أخوه كوز بن علقمة حتى أسلم بعد ذلك [5].
[2] (ثمالهم): ثمال القوم: هو أصلهم الذي يرجعون إليه و يقوم بأمورهم و شؤونهم.