نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 5 صفحه : 381
(1) حيطانها و نخلها، قلنا: لو نزلنا فلبسنا ثيابا غير هذه إذا رجل في طمرين [5] له فسلم فقال: من أين أقبل القوم؟ قلنا من الرّبذة، قال: و أين تريدون قلنا نريد هذه المدينة، قال: ما حاجتكم فيها قلنا نمتار من تمرها، قال [6]: و معنا ظعينة [7] لنا و معها جمل أحمر مخطوم، فقال: أ تبيعون جملكم هذا؟ قالوا نعم بكذا و كذا صاعا من تمر قال: فما استوضعنا مما قلنا شيئا، فأخذ بخطام الجمل فانطلق، فلما توارى عنه بحيطان المدينة و نخلها، قلنا: ما صنعنا و اللّه ما بعنا جملنا ممن نعرف، و لا أخذنا له ثمنا،
قال: تقول المرأة التي معنا:
و اللّه لقد رأيت رجلا كأنّ وجهه شقّة القمر ليلة البدر أنا ضامنة لثمن جملكم إذ أقبل رجل، فقال: أنا رسول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) إليكم، هذا تمركم فكلوا و اشبعوا و اكتالوا و استوفوا، فأكلنا حتى شبعنا، و اكتلنا و استوفينا، ثم دخلنا المدينة فدخلنا المسجد فإذا هو قائم على المنبر يخطب الناس، فأدركنا من خطبته و هو يقول: «تصدقوا فإنّ الصّدقة خير لكم، اليد العليا خير من اليد السفلى، أمّك و أباك و أختك و أخاك و أدناك أدناك» إذ أقبل رجل في نفر من بني يربوع أو قال:
رجل من الأنصار، فقال: يا رسول اللّه لنا في هؤلاء دماء في الجاهلية، فقال:
«أنا لا نجني على ولد ثلاث مرات».
و أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، حدثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن جامع بن شداد، عن طارق فذكر هذا الحديث بمعناه و قال فيه: قالت الظعينة: فلا تلاوموا فلقد رأيت وجه رجل لا يغدر بكم ما رأيت شيئا أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه.
[ ()] دارسة لا يعرف بها رسم، و هي عن المدينة في جهة الشرق على طريق حاج العراق نحو ثلاثة أيام هكذا أخبرني به جماعة من أهل المدينة في سنة ثلاث و عشرين و سبعمائة.
[5] طمرين بكسر الطاء أي ثوبين خلقين أو كساءين باليين من غير الصوف.