نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 5 صفحه : 228
(1)
أخبرنا أبو عبد اللّه الحافظ، قال: أخبرنا أبو علي الحافظ، قال: أنبأنا أبو يعلى الموصلي، و ابراهيم بن إسحاق الأنماطي، قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي النضر، قال: حدثنا أبو النّضر: هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عبيد اللّه
[ ()] إلا النواة، فمضوا مع النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) على صدقهم و يقينهم رضي اللّه عنهم. و
قال عمر رضي اللّه عنه و قد سئل عن ساعة العسرة: خرجنا في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش شديد حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع من العطش، و حتى أن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه و يجعل ما بقي على كبده.
فقال أبو بكر: يا رسول اللّه، إن اللّه قد عوّدك في الدعاء خيرا فادع لنا. قال: «أ تحب ذلك»؟
قال: نعم، فرفع يديه فلم يرجعهما حتى أظلت السماء ثم سكبت فملاؤا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر.
و
روى أبو هريرة و أبو سعيد قالا: كنا مع النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) في غزوة تبوك فأصاب النّاس مجاعة و قالوا: يا رسول اللّه، لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا و ادّهنا. [فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): «افعلوا»]، فجاء عمر و قال: يا رسول اللّه إن فعلوا قلّ الظّهر، و لكن أدعهم بفضل أزوادهم فادع اللّه عليها بالبركة لعل اللّه أن يجعل في ذلك [البركة]. قال: «نعم» ثم دعا بنطع، فبسط، ثم دعا بفضل الأزواد، فجعل الرجل يجيء بكف ذرة، و يجيء الآخر بكف تمر، و يجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير. قال أبو هريرة: فحزرته فإذا هو قدر ربضة العنز، فدعا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بالبركة. ثم قال: «خذوا في أوعيتكم» فأخذوا في أوعيتهم حتى- و الذي لا إله إلا هو- ما بقي في العسكر وعاء إلا ملأوه، و أكل القوم حتى شبعوا، و فضلت فضلة فقال النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم): «أشهد أن لا إله إلا اللّه و أني رسول اللّه لا يلقى اللّه بهما عبد غير شاكّ فيهما فيحجب عن الجنة». خرّجه مسلم في صحيحه بلفظه و معناه،
و الحمد للّه، و قال ابن عرفة: سمّي جيش تبوك جيش العسرة لأن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) ندب الناس إلى الغزو في حمارة القيظ، فغلظ عليهم و عسر، و كان إبّان ابتياع الثمرة. قال: و إنما ضرب المثل بجيش العسرة لأن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) لم يغز قبله في عدد مثله، لأن أصحابه يوم بدر كانوا ثلاثمائة و بضعة عشر، و يوم أحد سبعمائة، و يوم خيبر ألفا و خمسائة، و يوم الفتح عشرة آلاف، و يوم حنين اثني عشر ألفا، و كان جيشه في غزوة تبوك ثلاثين ألفا و زيادة، و هي آخر مغازيه [(صلّى اللّه عليه و سلّم)]. و خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في رجب و أقام بتبوك شعبان و أياما من رمضان، و بث سراياه و صالح أقواما على الجزية. و
في هذه الغزاة خلّف عليّا على المدينة فقال المنافقون: خلّفه بغضا له، فخرج خلف النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) و أخبره، فقال (عليه السلام): «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى»
و بيّن أن قعوده بأمره (عليه السلام) يوازي في الأجر خروجه معه، لأن المدار على أمر الشارع. و
إنما قيل لها: غزوة تبوك لأن النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلّم) رأى قوما من أصحابه يبوكون حسي تبوك، أي يدخلون فيه القدح و يحركونه ليخرج الماء، فقال: «ما زلتم تبوكونها بوكا» فسمّيت تلك الغزوة غزوة تبوك.
الحسي (بالكسر) ما تنشّفه الأرض من الرمل، فإذا صار إلى صلابة أمسكته، فتحفر عنه الرمل فتستخرجه، و هو الاحتساء، قاله الجوهري.
نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 5 صفحه : 228