أخبرنا أبو الحسن: علي بن أحمد بن عبدان، قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: حدثنا إسماعيل بن الفضل، قال: حدثني سهل بن عثمان العسكري، قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة، قال: حدثنا مجالد عن زياد بن علاقة، عن سعد بن أبي وقاص، قال: «لما قدم النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) المدينة بعثنا في ركب و لا نكون مائة و أمرنا أن نغير على حي من بني كنانة أو جهينة، فأغرنا عليهم و كانوا كثيرا، فلجأنا إلى جهينة فسرينا، و قالوا لم تقاتلونا في الشهر الحرام، فقلنا: إنما نقاتل في الشهر الحرام من أخرجنا من البلد الحرام، و كان الفيء إذا ذاك أن من أخذ شيئا فهو له، فقال بعضنا: نأتي غير قريش هذه فنقتطعها، و قال قوم: لا، بل نقيم مكاننا.
قال: و كنت أنا في أناس من أصحابي،
فقلنا: نأتي النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) فنخبره، فانطلقنا إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) فقام غضبان محمّر الوجه، فقال: ذهبتم من عندي جميعا، و جئتم متفرقين إنما أهلك من كان قبلكم الفرقة، و لأبعثنّ عليكم رجلا ليس بأخيركم: أصبركم على الجوع و العطش، فبعث علينا عبد اللّه بن جحش [28]، و كان أول أمير أمّره في الإسلام».
[28] عبد اللّه بن جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي، أحد السابقين، هاجر إلى الحبشة، و إلى المدينة، و آخى النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) بينه و بين عاصم بن ثابت، أمّره رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) على أول سرية في الإسلام، و شهد بدرا، و كان من أعظم أبطال غزوة أحد، و استشهد فيها على يد أبي الحكم بن الأخنس بن شريق الذي قتل كافرا قبل انتهائها، و كان عبد اللّه من جملة الشهداء الذين مثّل بهم المشركون و نساؤهم، و من حديثه أنه دعا قبل الغزوة، فقال: اللهم ارزقني غدا رجلا شديدا بأسه فيقتلني، ثم يأخذني، فيجدع أنفي، و أذني، فإذا لقيتك قلت: يا عبد اللّه! فيم جدع أنفك و أذنك؟ فأقول: فيك و في رسولك، فتقول: صدقت ... و هو ابن أميمة بنت عبد المطلب .. و دفن هو و حمزة في قبر واحد، و كان له يوم قتل نيف و أربعون سنة.
نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 3 صفحه : 14