نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 54
المجتبى المعظّم؛ أرسله/ إلى كافّة العرب و العجم، و اختصّه بأحسن الأخلاق و الشّيم.
اللّهمّ صلّ على محمّد و على آله أهل الفضل و الكرم، و أصحابه الموفّين بالعهود و الذّمم.
أمّا بعد: فحقيق بيوم كان فيه وجود المصطفى (صلى اللّه عليه و سلم) أن يتّخذ عيدا، و خليق بوقت أسفرت فيه غرّته أن يعقد طالعا سعيدا، فاتّقوا اللّه عباد اللّه، و احذروا عواقب الذّنوب، و تقرّبوا إلى اللّه تعالى بتعظيم شأن هذا النّبيّ المحبوب، و اعرفوا حرمته عند علّام الغيوب، ذلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [سورة الحج 22/ 32].
و اعلموا أنّه ما أكرم أيّام مولده الشّريفة عند من عرف قدرها! و ما أعظم بركتها عند من لاحظ سرّها!.
ففي شهر ربيع الأوّل انبثقت عن جوهرة الكون بيضة الشّرف.
و في يوم الاثنين منه ظهرت الدّرّة المصونة من باطن الصّدف.
و في ثاني عشره أبرز سابق السّعد من كمون [1] العدم، و ب (مكّة) المشرّفة أنجز صادق الوعد بمضمون الكرم. حملت به أمّه في شهر رجب الأصمّ، و مات أبوه و حمله ما استتمّ، ثمّ أدّت ما حملته من الأمانة آمنة، و كانت ممّا تشكوه الحوامل آمنة.
فحينئذ أسفر [2] صبح السّعادة و بدا، و بشّرت طلائعه بطلوع
[1] الكمون: الاختفاء و الكتمان. يقال: كمن في المكان، أي: توارى و اختفى. و كمنت النّاقة لقاحها، أي: كتمته.