نام کتاب : حدائق الأنوار و مطالع الأسرار في سيرة النبي المختار نویسنده : الحضرمي، محمد بن بحر جلد : 1 صفحه : 317
فلمّا سمعا ذلك رضيا طاعة للّه و لرسوله، فأنكحها النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) زيدا، فمكثت عنده ما شاء اللّه.
ثمّ رآها النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يوما متزيّنة فأعجبته، و رغب في نكاحها لو طلّقها زيد، فأوقع اللّه كراهيّتها في قلب زيد، فجاء إلى النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) يستأمره في فراقها، فقال له: «أمسك عليك زوجك و اتّق اللّه»- أي: في طلاقها من غير سبب- فأبى إلّا طلاقها و طلّقها [1].
و في «صحيح مسلم»، أنّها لمّا انقضت عدّتها بعثه النّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) إليها ليخطبها له، قال زيد [2]: فلمّا جئتها عظمت في صدري، حتى ما أستطيع أن أنظر إليها إجلالا للنّبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، فولّيتها ظهري، و قلت: يا زينب، أرسلني رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إليك يذكرك، فقالت:
ما أنا بصانعة شيئا حتّى أوامر ربّي [3]، فقامت إلى مسجدها- تصلّي الاستخارة [4]- فنزل القرآن بقوله تعالى: وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ- أي: بالإسلام- وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ- أي: بالعتق- أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ- أي: مظهره، لأنّه سبق في علمه أنّها ستكون لك- وَ تَخْشَى
[1] قلت: و رويت هذه الروايات في بعض كتب التّفسير و القصص الّتي لا تعنى بالنّقد و التّمييز بين الرّوايات، و هي رواية باطلة عقلا و نقلا.
و انظر التّعليق الآتي.
[2] قلت: قال الحافظ ابن حجر في «الفتح»، ج 8/ 524: (و هذا أيضا من أبلغ ما وقع في ذلك، و هو أن يكون الّذي كان زوجها هو الخاطب، لئلا يظنّ أحد أنّ ذلك وقع قهرا بغير رضاه، و فيه أيضا اختبار ما كان عنده منها هل بقي منه شيء أم لا).