responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 2  صفحه : 22

تدخل علينا مكة و انه اذا كان عام قابل خرجنا عنها فدخلتها أنت و أصحابك فأقمت فيها ثلاثا مع سلاح الراكب السيوف فى القرب لا تدخلها بغيرها* و فى رواية و لا تدخلها الا بجلباب السلاح السيف و القوس و نحو ذلك كذا فى المنتقى* و فى رواية لما بلغ هذا الشرط ان من أتى محمدا من قريش ردّه عليهم و ان كان مسلما و من جاء قريشا ممن مع محمد لم يردّوه عليه تعجب المسلمون من هذا الشرط فقالوا سبحان اللّه كيف نردّ من أتانا مسلما و قالوا يا رسول اللّه أ نكتب هذا قال نعم انه من ذهب منا إليهم فأبعده اللّه و من جاءنا منهم سيجعل اللّه له فرجا و مخرجا* و فى رواية قال عمر عند ذلك أ ترضى بهذا الشرط يا رسول اللّه فتبسم النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و قال من جاءنا منهم فرددناه إليهم سيجعل اللّه له فرجا و مخرجا و من أعرض عنا و ذهب إليهم لسنا منه فى شي‌ء أو ليس منا بل هو أولى بهم فبينما رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يكتب الكتاب هو و سهيل بن عمرو اذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف فى قيده و قد انفلت الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين فقال سهيل يا محمد هذا أوّل ما أقاضيك عليه ان تردّه الىّ فقال انا لم نقض الكتاب بعد قال فو اللّه ما أصالحك على شي‌ء أبدا قال النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فأجره لى قال ما أنا بمجيره لك قال بلى فافعل قال ما أنا بفاعل قال مكرز بلى قد أجرناه لك قال لا تعذبه و كان قد عذب فى اللّه عذابا شديدا فضمن له ذلك مكرز بن حفص فلما رأى سهيل أبا جندل قام إليه و ضرب وجهه و أخذ بتلبيبه و جرّه ليردّه الى قريش فجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته و يقول يا معشر المسلمين أردّ الى المشركين يفتنونى فى دينى فزاد الناس ذلك الى ما بهم* و فى رواية قام سهيل الى سمرة و جز منها غصنا و ضرب به وجه أبى جندل ضربا رق عليه المسلمون و بكوا فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يا أبا جندل اصبر و احتسب فانّ اللّه جاعل لك و لمن معك من المسلمين فرجا و مخرجا اننا قد عقدنا بيننا و بين القوم عقدا و اصطلحنا و أعطيناهم على ذلك و أعطونا عهد اللّه و انا لا نغدر بهم فوثب عمر بن الخطاب يمشى الى جنب أبى جندل و يقول اصبر يا أبا جندل فانما هم المشركون و انما دم أحدهم كدم كلب و يدنى عمر و هو قائم السيف منه يقول رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه فضنّ الرجل بأبيه* و فى رواية قال أبو جندل يا عمر ما أنت بأحرى بطاعة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) منى* و قد كان أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) خرجوا و هم لا يشكون فى الفتح لرؤيا رآها رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فلما رأوا ما رأوا من الصلح و الرجوع من غير فتح و ما تحمل عليه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فى نفسه دخل الناس من ذلك أمر عظيم حتى كادوا يهلكون* و روى عن عمر أنه قال و اللّه ما شككت منذ أسلمت الا يومئذ فأتيت النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فقلت أ لست نبىّ اللّه حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق و عدوّنا على الباطل قال بلى قلت أ ليس قتلانا فى الجنة و قتلاهم فى النار قال بلى قلت فلم نعطى الدنية فى ديننا قال انى رسول اللّه و لست أعصيه و هو ناصرى قلت أو لست كنت تحدّثنا أنا سنأتى البيت فنطوف به قال بلى أ فأخبرتك انا نأتيه العام قلت لا قال فانك آتيه و مطوّف به قال فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أ ليس هذا نبىّ اللّه حقا قال بلى قلت فلم نعطى الدنية فى ديننا قال أيها الرجل انه رسول اللّه و لن يعصيه فاستمسك بغرزه فو اللّه انه لعلى الحق المبين فكان عمر رضى اللّه عنه يقول ما زلت أتصدّق و أصوم و أصلى و أعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامى الذي تكلمت به حين رجوت أن يكون خيرا كذا فى الاكتفاء* و فى غيره قال عمر جعلت كثيرا من الاعمال الصالحة من الصوم و الصلاة و الصدقة و

الاعتاق كفارة لتلك الجراءة التي صدرت منى يومئذ و ما فى الاكتفاء مغاير لما ذكرنا حيث قال فلما التأم الامر و لم يبق الا الكتاب وثب عمر بن الخطاب فأتى أبا بكر فقال يا أبا بكر أ ليس هذا برسول اللّه قال بلى قال‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 2  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست