responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 495

كعب ما بات رجل منكم منذ ولدته أمّه ليلة واحدة من الدهر حازما ثم انهم بعثوا الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أن ابعث إلينا أبا لبابة عبد المنذر الاوسى أخا بنى عمرو بن عوف و كانوا حلفاء الاوس نستشيره فى أمرنا* و فى معالم التنزيل و كان أبو لبابة مناصحا لهم لانّ ماله و عياله و ولده كانت فى بنى قريظة فأرسله رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فلما رأوه قام إليه الرجال و استقبلوه و نهض إليه النساء و الصبيان يبكون فى وجهه من شدّة المحاصرة و تشتت أحوالهم فرق لهم فقالوا يا أبا لبابة أ ترى أن ننزل على حكم محمد قال نعم و أشار بيده الى حلقه انه الذبح* و فى معالم التنزيل قالوا يا أبا لبابة ما ترى أ ننزل على حكم سعد بن معاذ فأشار أبو لبابة بيده الى حلقه انه الذبح فلا تفعلوه قال أبو لبابة فو اللّه ما زالت قدماى حتى عرفت انى خنت اللّه و رسوله*

ارتباط أبى لبابة الى عمود من عمد المسجد

و فى المواهب اللدنية و مضى أبو لبابة الى المدينة فارتبط فى المسجد الى عمود من عمده و قال لا أبرح من مكانى هذا حتى يتوب اللّه علىّ مما صنعت و حلف أن لا يطأ بنى قريظة أبدا و لا أرى فى بلد خنت اللّه و رسوله فيه أبدا و أقام مرتبطا بالجذع ست ليال تأتيه امرأته فى وقت كل صلاة فتحله للصلاة ثم يعود فتربطه بالجذع* و قال أبو عمرو يرفعه الى عبد اللّه ابن أبى بكر ان أبا لبابة ارتبط الى جذع موضع اسطوانة التوبة بسلسلة ثقيلة بضع عشرة ليلة حتى ذهب سمعه فما كاد يسمع و كاد يذهب بصره و كانت ابنته تحله اذا حضرت الصلاة و اذا أراد أن يذهب لحاجته ثم يأتى فتردّه الى الرباط و حلف لا يحل نفسه حتى يحله رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)* و فى رواية قال لا أبرح من مكانى هذا و لا يطلقنى أحد فى غير وقت الصلاة حتى يتوب اللّه علىّ مما صنعت و يقال ان هذه الحالة جرت له حين تخلف من تبوك كذا فى سيرة مغلطاى* فلما سمع النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) قال امّا لو جاءنى لاستغفرت له فأمّا اذا فعل ذلك فما أنا الذي أطلقه حتى يتوب اللّه عليه فبعد ما رجعوا عن بنى قريظة أنزل اللّه فى توبته فيما روى عن عبد اللّه بن أبى قتادة يأيها الذين آمنوا لا تخونوا اللّه و الرسول الآية* و فى الاكتفاء الآية التي نزلت فى توبة أبى لبابة و آخرون اعترفوا بذنوبهم الى آخرها فأنزلت توبته سحرا فى بيت أمّ سلمة قالت أمّ سلمة فسمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فى السحر يضحك فقلت مم تضحك يا رسول اللّه أضحك اللّه سنك قال تيب على أبى لبابة فقلت أ لا أبشره بذلك يا رسول اللّه قال بلى ان شئت فقامت على باب حجرتها و ذلك قبل أن يضرب عليهنّ الحجاب كذا فى المنتقى فقالت يا أبا لبابة ابشر فقد تاب اللّه عليك فثار الناس إليه ليطلقوه قال لا و اللّه حتى يكون رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) هو الذي يطلقنى بيده فمرّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) خارجا الى الصبح فحله فعاهد اللّه أن لا يطأ بنى قريظة أبدا و قال لا يرانى اللّه فى بلد خنت اللّه و رسوله فيه أبدا كذا فى المنتقى كما مرّ* و فى خلاصة الوفاء و قيل سبب ارتباطه بها تخلفه فى غزوة تبوك فلما جاء النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) جاءه فأعرض عنه فارتبط بسارية التوبة التي عند باب أمّ سلمة سبعا بين يوم و ليلة رواه البيهقي فى الدلائل عن سعيد بن المسيب كذا فى سيرة مغلطاى* و روى أيضا عن ابن عباس فى قوله تعالى و آخرون اعترفوا بذنوبهم قال كان عشرة رهط تخلفوا عن رسول اللّه فى غزوة تبوك فلما حضر رجوع النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أوثق سبعة منهم أنفسهم بسوارى المسجد فقال النبيّ من هؤلاء قالوا هذا أبو لبابة و أصحاب له تخلفوا عنك الحديث و فيه توبة اللّه عليهم و اطلاقهم و نقل ابن النجار ان السارية التي ربط إليها ثمامة بن أثال الخثعمى هى السارية التي ارتبط إليها أبو لبابة* و عن محمد بن كعب ان النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) كان يصلى نوافله الى اسطوانة التوبة و لا بن ماجه عن ابن عمر انه (صلى اللّه عليه و سلم) اذا اعتكف طرح له فراشه و وضع له سرير وراء اسطوانة التوبة مما يلى القبلة يستند إليها* و نقل عياض عن ابن المنذر أن مالك بن أنس كان له موضع فى المسجد قال و هو مكان عمر بن الخطاب و هو الذي‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 495
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست