responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 308

أبو العباس الدينورى لم أسرى بالنبىّ (صلى اللّه عليه و سلم) الى البيت المقدس قبل ان عرج به الى السماء فقال لان اللّه تعالى كان يعلم ان كفار قريش كانوا يكذبونه فيما يخبرهم به من أخبار السموات فأراد أن يخبرهم من الارض قد بلغوها و عاينوها و علموا ان النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) لم يدخل بيت المقدس قط فلما أخبرهم بأخبار بيت المقدس على ما هو عليه لم يمكنهم ان يكذبوه فى أخبار السماء بعد أن صدّقوه فى أخبار الارض* و اختلف السلف و العلماء فى أنه هل كان اسراء بروحه أو جسده على ثلاثة أقوال أحدها انه ذهبت طائفة الى انه اسراء بالروح و انه رؤيا منام مع اتفاقهم على أن رؤيا الأنبياء وحى و حق و الى هذا ذهب معاوية و حكى عن الحسن فى غير المشهور و حجتهم قوله تعالى و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك الآية و ما حكوا عن عائشة ما فقدت جسد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و قوله (صلى اللّه عليه و سلم) بينا أنا نائم و قول أنس و هو نائم فى المسجد الحرام و ذكر القصة ثم قال فى آخرها فاستيقظت و أنا بالمسجد الحرام* و فى العروة الوثقى و حديث عائشة صحيح فى المعراج الذي اتفق للنبىّ (صلى اللّه عليه و سلم) على فراشها فى المدينة و قالت ما فقدت جسد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و قول ابن عباس أيضا صحيح فى المعراج المكى الذي أخبر به نص التنزيل بقوله سبحان الذي أسرى بعبده الآية لقوله تعالى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى* و الثانى انه ذهب معظم السلف و المسلمين الى انه اسرى بروحه و جسده و فى اليقظة و هذا هو الحق و هو قول ابن عباس و جابر و انس و حذيفة و عمر و ابى هريرة و مالك بن صعصعة و ابى حبة البدرى و ابن مسعود و الضحاك و سعيد بن جبير و قتادة و ابن المسيب و ابن شهاب و ابن زيد و الحسن فى المشهور و ابراهيم و مسروق و مجاهد و عكرمة و ابن جريج و هو قول الطبرى و ابن حنبل و جماعة عظيمة من المسلمين و هذا قول أكثر المتأخرين من الفقهاء و المحدّثين و المتكلمين و المفسرين* و الثالث انه فى المنام قالت طائفة كان الاسراء بالجسد يقظة الى بيت المقدس و الى السماء بالروح فى المنام قال القاضى عياض الحق و الصحيح انه اسراء بالجسد و الروح فى القصة كلها و عليه تدل الآية و صحيح الاخبار و لا يعدل عن الظاهر و الحقيقة الى التأويل الا عند الاستحالة و ليس فى الاسراء بجسده و حال يقظته استحالة اذ لو كان منا ما لقال بروح عبده و لم يقل بعبده و قوله ما زاع البصر و ما طغى و لو كان منا ما لما كان فيه آية و لا معجزة و لما استبعده الكفار و لا كذبوه فيه و لا ارتدّ به ضعفاء من أسلم و افتتنوا به اذ مثل هذا من المنامات لا ينكر بل لم يكن ذلك منهم الا و قد علموا ان خبره انما كان عن جسمه و حال يقظته الى ما ذكر فى الحديث من ذكر صلاته بالانبياء ببيت المقدس فى رواية انس أو فى السماء على ما روى غيره و ذكر مجي‌ء جبريل له بالبراق و خبر المعراج و استفتاح السماء فيقال من معك فيقول محمد و لقائه الأنبياء فيها و خبرهم معه و ترحيبهم به و شأنه فى فرض الصلاة و مراجعته مع موسى فى ذلك و وصوله الى سدرة المنتهى و دخوله الجنة و رؤيته فيها ما ذكره* قال ابن عباس هى رؤيا عين رآها النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) لا رؤيا منام* و عن الحسن بينا أنا جالس فى الحجر جاءنى جبريل فهمزنى بعقبه فقمت فجلست فلم أر شيئا فعدت لمضجعى و ذكر ذلك ثلاثا فقال فى الثالثة فأخذ بعضدى فجرّنى الى باب المسجد فاذا بدابة و ذكر خبر البراق* و عن أم هانئ قالت ما أسرى برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الا و هو فى بيتى تلك الليلة صلّى العشاء الآخرة و نام فلما كان قبيل الفجر أهبنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فلما صلّى الصبح و صلينا معه قال يا أم هانئ لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادى ثم جئت بيت المقدس و صليت فيه ثم صليت الغداة معكم الآن كما ترون فهذا كله بين فى انه بجسمه صلّى اللّه عليه‌

و سلم* و عن أبى بكر من رواية شدّاد بن أوس عنه انه قال للنبىّ (صلى اللّه عليه و سلم) ليلة اسرى به طلبتك يا رسول اللّه البارحة فى مكانك فلم أجدك فأجابه ان جبريل حمله الى المسجد الاقصى‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست