responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 254

بالكعبة و لا زال يشير بإصبعه و ما فى السماء قزعة فأقبل السحاب من هاهنا و هاهنا و أغدق و اغدودق و انفجر الوادى و أخصب النادى و البادى و فى ذلك يقول أبو طالب‌

و أبيض يستسقى الغمام بوجهه‌* * * ثمال اليتامى عصمة للارامل‌

الثمال بكسر المثلثة الملجأ و الغياث و عصمة الارامل أى يمنعهم من الضياع و الحاجة و الارامل المساكين من الرجال و النساء و يقال لكل واحد من الفريقين على انفراده أرمل و هو بالنساء أخص و أكثر استعمالا و الواحد أرمل و أرملة و هذا البيت من أبيات قصيدة لابي طالب ذكرها ابن اسحاق بطولها و هى أكثر من ثمانين بيتا انتهى* و أنشأ أبو طالب فى مدح النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أبياتا منها هذا البيت‌

و شق له من اسمه ليجله‌* * * فذو العرش محمود و هذا محمد

و حسان بن ثابت ضمن شعره هذا البيت فقال‌

أ لم تر أن اللّه أرسل عبده‌* * * بآياته و اللّه أعلى و أمجد

أغر عليه للنبوّة خاتم‌* * * من اللّه مشهود يلوح و يشهد

و ضم الا له اسم النبيّ الى اسمه‌* * * اذا قال فى الخمس المؤذن أشهد

و شق له من اسمه ليجله‌* * * فذو العرش محمود و هذا محمد

نبىّ أتانا بعد يأس و فترة* * * من الدين و الاوثان فى الارض تعبد

و أرسله ضوأ منيرا و هاديا* * * يلوح كما لاح الصقيل المهند

و كان اذا أكل عيال أبى طالب جميعا أو فرادى لم يشبعوا و اذا أكل معهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) شبعوا و كان الصبيان يصبحون رمصا شعثا و يصبح رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) صقيلا دهينا كحيلا و كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يبغض حضور الاصنام و الاعياد مع قومه* روى ان بوانة كانت صنما يحضره قريش فى كل سنة يوما و يعظمونه و يعبدونه و يجعلونه عيدا و تنسك له النسائك و يحلقون رءوسهم عنده و يعكفون عنده الى الليل و كان أبو طالب يحضره مع قومه و كان يكلم النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أن يحضر ذلك العيد مع قومه فيأبى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فغضب أبو طالب و أعمامه عليه فلم يزالوا به حتى ذهب فغاب عنهم ما شاء اللّه ثم رجع إليهم مرعوبا فزعا فقالوا له ما الذي رأيت قال انى كل ما دنوت من صنم منها تمثل لى رجل أبيض طويل يصيح بى وراءك يا محمد لا تمسه فاعاد الى عيدهم بعد ذلك و كان لم يأكل مما ذبح على النصب و هذا يدل على أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كان يعبد اللّه وحده قبل أن يوحى إليه لانه كان من ورثة دعوة ابراهيم و اسماعيل (عليهما السلام)* قال العلامة الدوانى فى تفسير قل يأيها الكافرون اختلف الاصوليون فى أن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) هل كان متعبدا بشريعة من قبله أولا فقيل انه كان متعبدا بشريعة موسى و قيل بشريعة عيسى و قيل بشريعة ابراهيم و قيل بشريعة نوح (عليهم السلام) و قيل انه لم يكن متعبدا فالمختار انه كان متعبدا قبل البعث لما ثبت أنه كان متعبدا فى غار حراء و التعبد لا يكون الا بشريعة لان الحاكم هو الشرع عند أهل الحق و على مذهب المعتزلة القائلين بحكم العقل الامر أظهر اذ العبادة لا تتوقف على هذا التقدير على شريعة و الحاصل انه كان يتحنث فى غار حراء أى يتعبد الليالى ذوات العدد فلا جرم تكون هذه العبادة للّه تعالى لا غير اذ الأنبياء معصومون عن الكفر قبل البعثة بالاتفاق* روى عن علىّ رضى اللّه عنه أنه قال قيل لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يا رسول اللّه هل عبدت غير اللّه قال لا قيل فهل شربت خمرا قط قال لا ثم قال ما زلت أعرف ان الذي هم عليه كفر

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست