responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 249

منه* و فى معالم التنزيل و اذا ولدت له ولدا لا ينفكون من تسخير سليمان و ذرّيته من بعده فقالوا له ان فى عقلها شيئا و هى شعراء الساقين و رجلها كحافر الحمار فاختبر سليمان عقلها بتنكير العرش كما فعلت هى بالوصفاء و الوصائف و اتخذ الصرح ليتعرّف ساقها و رجلها فكشف عنهما فاذا هى أحسن الناس ساقا و قدما الا أنها شعراء الساقين* و لما رأى سليمان ذلك صرف بصره عنها ثم قال لها ان ما تظنينه ماء صرح ممرّد مملس مستو من الزجاج و منه الامرد فأراد سليمان أن يتزوّجها فكره شعرها فعملت له الشياطين النورة و الحمام فكانت النورة و الحمامات من يومئذ كذا فى معالم التنزيل و عن أبى موسى أوّل من اتخذ الحمامات سليمان بن داود كذا قاله الثعلبى فلما تزوّجها سليمان أقرّها على ملكها و أمر الجنّ فابتنوا له بأرض اليمن ثلاثة حصون لم ير مثلها ارتفاعا و حسنا و هى بينون و سلحين و غمدان* فى معجم ما استعجم سلحين بكسر أوّله و اسكان ثانيه بعده حاء مهملة مكسورة على وزن فعلين موضع باليمن و هو قصر سبأ بالمأرب ثم كان سليمان يزورها فى كل شهر مرّة بعد أن ردّها الى ملكها و يقيم عندها ثلاثة أيام يبكر من الشام الى اليمن و من اليمن الى الشام و ولدت له فيما ذكر* و فى حياة الحيوان فولدت له غلاما سماه داود و مات فى حياته* و روى عن وهب أنه قال زعموا أن بلقيس لما أسلمت قال لها سليمان اختارى رجلا من قومك أزوّجك اياه قالت و مثلى يا نبىّ اللّه ينكح الرجال و قد كان لى فى قومى من الملك و السلطان ما كان قال نعم انه لا يكون فى الاسلام الا ذلك و لا ينبغى لك أن تحرّمى ما أحل اللّه لك فقالت زوّجنى ان كان و لا بدّ من ذلك ذا تبع ملك همدان فزوّجه اياها ثم ردّها الى اليمن و سلط زوجها ذا تبع على اليمن و دعا زوبعة أمير جنّ اليمن و قال اعمل لذى تبع ما استعملك فيه فلم يزل بها ملكا يعمل له فيها ما أراد حتى مات سليمان فلما أن جاء الحول و تبينت الجنّ موت سليمان أقبل رجل منهم فسلك تهامة حتى اذا كان فى جوف اليمن صرخ بأعلى صوته يا معشر الجنّ ان الملك سليمان قد مات فارفعوا أيديكم فرفعوا أيديهم و تفرّقوا و انقضى ملك ذى تبع و ملك بلقيس مع ملك سليمان* و فى أنوار التنزيل قد اختلف فى أنه تزوّجها أو زوّجها من ذى تبع ملك همدان و اللّه أعلم*

(حديث وفاة بلقيس)

* قال وهب أقامت بلقيس سبع سنين و سبعة أشهر ثم توفيت فدفنت تحت حائط بمدينة تدمر من أرض الشام و لم يعلم أحد بموضع قبرها الى أيام الوليد ابن عبد الملك بن مروان قال أبو موسى بن نصر بعثت فى خلافته الى مدينة تدمر و معى العباس بن الوليد ابن عبد الملك فجاء مطر عظيم فانهار بعض حائط بمدينة تدمر فانكشفت الارض عن تابوت طوله ستون ذراعا متخذ من حجر أصفر كأنه الزعفران مكتوب عليه هذا مدفن تابوت بلقيس الصالحة زوجة سليمان ابن داود أسلمت لسنة عشرين خلت من ملكه و تزوّج بها يوم عاشوراء و توفيت يوم الاثنين من شهر ربيع سنة سبع و عشرين خلت من ملكه و دفنت ليلا تحت حائط بمدينة تدمر لم يطلع على دفنها انس و لا جان الا من دفنها قال فرفعنا غطاء التابوت و اذا هى غضة كأنها دفنت فى ليلتها فكتبنا بذلك الى الوليد فأمر بتركه فى مكانه و أن يبنى عليه بالصخر و المرمر كذا فى كتاب قصص الأنبياء تأليف الامام أبى الحسين محمد ابن عبد اللّه الكسائى*

(ذكر صفة كرسى سليمان (عليه السلام))

* روى أن سليمان أمر الجنّ باتخاذ كرسى له ليجلس عليه للقضاء و أمر أن يعمل بديعا مهولا مهيبا بحيث لو رآه مبطل أو شاهد زور ارتعد من الهيبة فعملوه له من أنياب الفيل و زينوه باليواقيت و اللؤلؤ و الزبرجد و حفوه بأربع نخلات من ذهب شماريخها الياقوت الاحمر و الزبرجد الاخضر و على رأس نخلتين منها طاوسان من ذهب و على الآخر بين نسران من ذهب و جعلوا بين جنبى الكرسى فى أسفله أسدين من ذهب على رأس كل واحد منهما عمود من الزبرجد الاخضر و عقدوا على النخلات أشجار كروم من الذهب الاحمر فاذا

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست